lundi 5 novembre 2012

خدمة النهار بالذل و العار


من نهارت إلّي تخرّج و هو على نفس الحال ، يقوم كل صباح ، يصبّح على الشهادة الّي عندها أكثر من خمسة سنين معلقة في كواترو على حيط البيت . يغزرلها مليح ، يخمم باس يهبّطها ، مباعد يتنهد و يتعدّى . إلتوّا مش هاين عليه يحرّكها من بلاصتها ، مهانش عليه يبلها و يشرب ماها كيما عملوا صحابو . وين يغزرلها يتذكّر تعبو و شقاه ، يتذكّر دموع أمّو نهارت النجاح و عرق بوه و هو يضرب في البغلي في القوايل . يقول القايل ، كان عاطي ربّي راهو توّا راجل العايلة ، كان عاطي ربّي راهو بخدمتو و راهو يعاون في اخواتو الصبايا ، راهو نسّى أمّو و بوه في أيّامات العذاب و الجري من باب الباب . لليوم مازال كل صباح يوقف قدّام شهادتو ويسئل روخو ، زعمى العيب من شكون ؟؟؟
منّو هو ، من بخلو و بهامتو و الّا مالزمان و بلادتو ، والّا  مالفقر و الّا بالكشي امتحان من ربّي بختبر في قدرتو على الصبر ؟؟؟
يعمل سيقارو في السطح على الخوى و مباعد يخرج يشرب قهوة باش يحل عينيه ، يطلع للحي الفوقاني ، يحب يبعد على عينين أولاد الحومة ، نظراتهم تخنقو ، ما يقرى فيها كان الشفقة ، يتقزز منها ،" مسكين زوّالي و بطّال " ، كل صباح  يذكروه في حالو الي يحب ينساه ، زيد بوه بعد ما هدّتلو حيلو المرمّة و ما لقاش باها وين ، عمل نصبة دخّان في قهوة الحومة ، و هو رغم أنّو مقتنع الّي خدمة النهار ما فاها عار ، ما ينجمش يشوفو في الوضعيّة هاذيكا ، ضهرو مقوّس على البرويطة و مقاصلو اتقطق مع كل تحريكة و مع هذا مزّال يخدم ، وولدو الّي في عز شبابو قاعد عاطل ، ياخو من عندو في المصروف و يعدّي النهار بطولو في القهوة من كرسي لكرسي يلعب هو و الشمس في تحاويزة. 
كمّل قهوتو فيسع و كيما كل صباح خرج يلوّج على خبزتو ، يعدّي الصبحيّة و القوايل و هو يدور من مدرسة لمدرسة و من ليسي لليسي يلوّج ، ينجمش يدبّر أيّامات تعويض و إلّا سويعات في الليبر ، كل يوم على هالحال مرّة تخطف و ألف لا ، توّة عندو سنين على هالمنوال و من عام لعام تزيد البيعة تصعب و تزيد سنتورة الفقر تكبس . لكن كل السنين الّي تعددت حاجة و السنا بالذّات حاجة أخرى ، الوزير الجديد في إطار إصلاح المنضومة التربويّة قدّم ووخر و كي النّاس لملاح بعث منشور في أول العام ينص على عدم قبول معوضين لأنوّ سيتم إنتداب معلمين لسد الشغرات ، نهار إلّي حكالو مدير المدرسة إلّي في الحومة على الحكاية خرج مصدوم و مهموم لكن مع ذلك ميئسش ، على خاطر الّي ييأس يموت في بلادنا . هز روحو و تعدّى للإدارة الجهويّة و كالعادة مشا قدّم دوسي باش يدخل للمناظرة مع أنوّ كان متأكد إلّي حكاية فارغة ، ميّات الألاف متقدمين و باش ينتدبو منهم ألفين ، رغم أنّو صاحبو في النقابة قلّو أنّو العام الّي فات كان فمّة أكثر من عشرة ألاف موقع شاغر خذاوهم معوضين و السنى إحتمال يزيدو .
و كيما كان متوقّع جات العودة المدرسيّة ، تعدّى شهر قراية و الوزارة لا عملت إنتدابات و لا قبلتهم كمعوضين ، يعني لا هوما خدمو و لا الصغيرات قراو ، سياسة لا ترحم لا تلّي رحمت ربّي تنزل .
دار دار دار و أخر النهار روّح محتار ، يدلدل في أيديه ، ساق لقدّام و ساق لتالي ، في جيبو ألفين فرنك مدّتهملو أمّو الصباح ، أمّو الّي عمرها فوق اليتّين و مازالت لليوم تخدم في الحضيرة ، "فام دو ميناج" في اليسي ، يتذكر العام الّي فات جاتو قتلو راهو فمّة أستاذ عربيّة باش ياخو كونجي طويل برّا كلّم المدير عوضو ، راني حكيت معاه عليك  و قالي قلّو يتعدّلي ، خرج الصباح دار دار و مباعد رجعلها قاللها راهو خذاها شكون البلاصة ، هو في الحقيقة ممشاش أصلا ، عدّا نهارو الكل يخمم ، شباش يقلو ، أنا ولد "الفام دو ميناح " ، و التلامذة الّي يقراو غادي أغلبهم مالحومة ، شباش يعيطولو ،" مسيو "  و لّا أكا المعوض ولد "الفام دو ميناج" ؟ يزيه ما عانا في صغرو ، أول عام كي دخل لليسي ، قرا غادي ، حتّى حد ما يعرف إحساسو كي كان يدخل الصباح للتواليت و يلقى أمّو تمسح ، ما نجمش يتحمل ، مالول بطل معادش يدخل للتوليت ، مباعد ولّا معادش يحب يمشي يقرى أصلا ، خصوصا كي كان يرى المدير يعيط على أمّو كي يدخل ويلقى كلاس مالكلاسات مسّخ ، فمّا نهار عيطلها باش تعاود تمسح الكلاس و هو يقرى غادي . من نهارتها ولّا يفصع كل صباح و معادش يدخل ، و تعلّم القعدة على السّور و الدخّان ، لين نهار بعثولو تنبيه و كانو باش يطردوه ، الّا بالتشحيت سامحوح و جبر دارهم باش ينقلوه .
تنهّد كي تذكر الأيّامات هذيكة ، شدّتو الغصّة ، جبد سيقارو ، تكيّف بلهفة ، حاو ينسّي روحو ، حاو يقنع روحو ، خدمت النهار ما فاها عار ، أما الكلها كليشيّات فارغة ، مجتمعنا ما يرحمش ، توّا عامين في الثورة ، و عام تعدّى على الأتخابات ، شنيّة تبدّل ؟؟؟ شي متبدّل ، مشا علي بابا و خلّالنا الاربعين حرامي ، عامين على الثورة و عام على الإنتخبات و النّاس التوّا تحكي على الشرعيّة و الفراغ و التوافق و الكلام الفارغ . بالّلاهي شنيّة تعنيلو المواطن التونسي الشرعيّة والتوافق و هو مش لاقي ياكل  ، شنيّة تعنيلو هيئة 18 أكتوبر ، و المجلس التأسيسي  وحكومة الوحدة الوطنّة ، شنيّة تعنيلو الحرّية أصلا ، إذا كان هو مش لاقي خبزة ياكلها بكرامة منغير ذل . الحرّية هذيكة ما تعني كان جماعت التلافز و المجلّات ، النّاس الّي السياسة عندهم فيس يمارسوها في وقت الفراغ ،  كلها نيقاشات بيزنطيّة ، نقاشات طبقة برجوازيّة فاضية شغل . الحاجة الوحيدة الشرعيّة بالنسبة للزوالي هي الخبزة ، تجي بالتوافق ، بالتناحر،  بالحرب  مش مشكلتو  وحدها تضمنلو كرامتو و متخلّيهوش 
يتذل ،وقتها بركة انجمو نقولو الّي خدمت النهار ما فاها عار .

صفوان الطرابلسي 
نشر بجريدة ضد السلطة 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire