منّو هو ، من بخلو و بهامتو و الّا مالزمان و بلادتو ، والّا مالفقر
و الّا بالكشي امتحان من ربّي بختبر في قدرتو على الصبر ؟؟؟
يعمل سيقارو في السطح على الخوى و مباعد يخرج يشرب قهوة باش يحل عينيه ،
يطلع للحي الفوقاني ، يحب يبعد على عينين أولاد الحومة ، نظراتهم تخنقو ، ما يقرى
فيها كان الشفقة ، يتقزز منها ،" مسكين زوّالي و بطّال " ، كل
صباح يذكروه في حالو الي يحب ينساه ، زيد بوه بعد ما هدّتلو حيلو المرمّة و
ما لقاش باها وين ، عمل نصبة دخّان في قهوة الحومة ، و هو رغم أنّو مقتنع الّي
خدمة النهار ما فاها عار ، ما ينجمش يشوفو في الوضعيّة هاذيكا ، ضهرو مقوّس على
البرويطة و مقاصلو اتقطق مع كل تحريكة و مع هذا مزّال يخدم ، وولدو الّي في عز شبابو
قاعد عاطل ، ياخو من عندو في المصروف و يعدّي النهار بطولو في القهوة من كرسي
لكرسي يلعب هو و الشمس في تحاويزة.
كمّل قهوتو فيسع و كيما كل صباح خرج يلوّج على خبزتو ، يعدّي الصبحيّة و
القوايل و هو يدور من مدرسة لمدرسة و من ليسي لليسي يلوّج ، ينجمش يدبّر أيّامات
تعويض و إلّا سويعات في الليبر ، كل يوم على هالحال مرّة تخطف و ألف لا ، توّة
عندو سنين على هالمنوال و من عام لعام تزيد البيعة تصعب و تزيد سنتورة الفقر تكبس
. لكن كل السنين الّي تعددت حاجة و السنا بالذّات حاجة أخرى ، الوزير الجديد في
إطار إصلاح المنضومة التربويّة قدّم ووخر و كي النّاس لملاح بعث منشور في أول
العام ينص على عدم قبول معوضين لأنوّ سيتم إنتداب معلمين لسد الشغرات ، نهار إلّي
حكالو مدير المدرسة إلّي في الحومة على الحكاية خرج مصدوم و مهموم لكن مع ذلك
ميئسش ، على خاطر الّي ييأس يموت في بلادنا . هز روحو و تعدّى للإدارة الجهويّة و
كالعادة مشا قدّم دوسي باش يدخل للمناظرة مع أنوّ كان متأكد إلّي حكاية فارغة ،
ميّات الألاف متقدمين و باش ينتدبو منهم ألفين ، رغم أنّو صاحبو في النقابة قلّو
أنّو العام الّي فات كان فمّة أكثر من عشرة ألاف موقع شاغر خذاوهم معوضين و السنى
إحتمال يزيدو .
و كيما كان متوقّع جات العودة المدرسيّة ، تعدّى شهر قراية و الوزارة لا
عملت إنتدابات و لا قبلتهم كمعوضين ، يعني لا هوما خدمو و لا الصغيرات قراو ،
سياسة لا ترحم لا تلّي رحمت ربّي تنزل .
دار دار دار و أخر النهار روّح محتار ، يدلدل في أيديه ، ساق لقدّام و ساق
لتالي ، في جيبو ألفين فرنك مدّتهملو أمّو الصباح ، أمّو الّي عمرها فوق اليتّين و
مازالت لليوم تخدم في الحضيرة ، "فام دو ميناج" في اليسي ، يتذكر العام
الّي فات جاتو قتلو راهو فمّة أستاذ عربيّة باش ياخو كونجي طويل برّا كلّم المدير
عوضو ، راني حكيت معاه عليك و قالي قلّو يتعدّلي ، خرج الصباح دار دار و
مباعد رجعلها قاللها راهو خذاها شكون البلاصة ، هو في الحقيقة ممشاش أصلا ، عدّا
نهارو الكل يخمم ، شباش يقلو ، أنا ولد "الفام دو ميناح " ، و التلامذة
الّي يقراو غادي أغلبهم مالحومة ، شباش يعيطولو ،" مسيو " و لّا
أكا المعوض ولد "الفام دو ميناج" ؟ يزيه ما عانا في صغرو ، أول عام كي
دخل لليسي ، قرا غادي ، حتّى حد ما يعرف إحساسو كي كان يدخل الصباح للتواليت و
يلقى أمّو تمسح ، ما نجمش يتحمل ، مالول بطل معادش يدخل للتوليت ، مباعد ولّا
معادش يحب يمشي يقرى أصلا ، خصوصا كي كان يرى المدير يعيط على أمّو كي يدخل ويلقى
كلاس مالكلاسات مسّخ ، فمّا نهار عيطلها باش تعاود تمسح الكلاس و هو يقرى غادي .
من نهارتها ولّا يفصع كل صباح و معادش يدخل ، و تعلّم القعدة على السّور و الدخّان
، لين نهار بعثولو تنبيه و كانو باش يطردوه ، الّا بالتشحيت سامحوح و جبر دارهم
باش ينقلوه .
تنهّد كي تذكر الأيّامات هذيكة ، شدّتو الغصّة ، جبد سيقارو ، تكيّف بلهفة
، حاو ينسّي روحو ، حاو يقنع روحو ، خدمت النهار ما فاها عار ، أما الكلها
كليشيّات فارغة ، مجتمعنا ما يرحمش ، توّا عامين في الثورة ، و عام تعدّى على
الأتخابات ، شنيّة تبدّل ؟؟؟ شي متبدّل ، مشا علي بابا و خلّالنا الاربعين حرامي ،
عامين على الثورة و عام على الإنتخبات و النّاس التوّا تحكي على الشرعيّة و الفراغ
و التوافق و الكلام الفارغ . بالّلاهي شنيّة تعنيلو المواطن التونسي الشرعيّة
والتوافق و هو مش لاقي ياكل ، شنيّة تعنيلو هيئة 18 أكتوبر ، و المجلس
التأسيسي وحكومة الوحدة الوطنّة ، شنيّة تعنيلو الحرّية أصلا ، إذا كان هو
مش لاقي خبزة ياكلها بكرامة منغير ذل . الحرّية هذيكة ما تعني كان جماعت التلافز و
المجلّات ، النّاس الّي السياسة عندهم فيس يمارسوها في وقت الفراغ ، كلها
نيقاشات بيزنطيّة ، نقاشات طبقة برجوازيّة فاضية شغل . الحاجة الوحيدة الشرعيّة
بالنسبة للزوالي هي الخبزة ، تجي بالتوافق ، بالتناحر، بالحرب مش
مشكلتو وحدها تضمنلو كرامتو و متخلّيهوش
يتذل ،وقتها بركة انجمو نقولو الّي خدمت
النهار ما فاها عار .
صفوان الطرابلسي
نشر بجريدة ضد السلطة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire