mardi 6 novembre 2012

الجيش شوى البلاد

وصل بكري ، يمكن أول واحد ، حط الخردة متاعو على المادة ، جبد الكرتابة و الروب مالمال ، كي جا يسكر فيه فلت من يدو و عمل صوت قوي البوليس ناعس بجنبو واقف يستنّا في الكار ، تفجع مسكين ، القهوة تتمايل في يدو ، بزع شترها قبل ما يعمل منها حتى رشفة .
دخل للقاعة ، يلقى شويّة ناس سبقوه ، فاهم كعبات صحفيين و زملاء يعرفهم ، سلّم علاهم فيسع فيسع و مشا شد بلاصتو ، جبد الدوسي ، قعد يغزرلو ، عامل روحو يراجع فيه ، راسو يوجع فيه و عينيه حمر ، ماضابيه ميكلمو حد ، عندو ثلاث يام مرقدش ، مكلاش ، مخرجش مالدار باش يعمل قهوة كالعباد ، عايش عالشراب و دوا العصاب ، قضاية هالزمان ما عاد تفهملها راس من ساس ، الإعتداء على الذات العسكريّة ولّا درا شنية ، ضحك ضحكتو الصفرة و هويتذكر في المساجات الّي يبعثولو فاهم كي ما حبش يهز علاهم التلفون ، و البارح كيفاش خلعولو البيرو ، مبهمهم هذا حد نيتهم فيبالهم باش يخليلهم الدوسي الصحيح غادي ، و لّا بالكشي فيبالهم قلبو عليمين باش يكبسوه ، زايد اللي فيه طبة عمرها ما تتخبى .
هو سارح هكّاكة و دخل القاضي ، مفاقش بيه ماللول ، أما مباعد فيقو الحس كي بدى العياط و الصياح ، غزر وراه الصالة تعبّات ، مفهم شي ماللول ، أما كي ركز فهم إلّي القاضي طلب إخلاء القاعة و إنو القضيّة لازم إتم مداولاتها في السريّة بما أنها متعلقة بأمن الدولة و  التعدّي على الذات العسكرية .
و جيعت راسو زادت ، حس بتعب كبير ، ماضابيه كان يعمل حربوشة و يتكّى ، الناس الكل ولّا يشوف فاها قلابس قدّامو و خصوصا القاضي و هو يعوعش كالسردوك ، مسح نكيتات العرق من جبينو ووقف باش يكمل يضم صوتو للجوقة .
ـ" سيدي القاضي آنا نعترض على إخلاء القاعة ، هاذي قضيّة رأي عام و من حق التوانسة إنهم يعرفو الحقيقة "
ـ " يا أستاذ هذي محكمة عسكريّة و القضية تتعلق بأمن الدولة و المؤسسة العسكرية و إنتي تعرف أنو السرية واجبة في الحالات هاذي و إخلاء القاعة أمر واجب "
ـ " أي نعرف مليح إلّي القضيّة متعلقة بالمؤسسة العسكريّة ، و بالتجنّي على الذات الموقرة للمؤسسة العسكرية ، لكن آنا نحب الشعب يعرف الحقيقة ، من حق الشعب أنو يعرف الحقيقة و شنيّا متخبّي تحت الكسوة الخضرة ، و الثورة جات باش تكشفو الحقايق و نعرفو شكون الضالم و شكون المضلوم ."
ـ" نفهم إلي إنتي تتهم في الجيش ، ولدي إتهماتك هاذي خطيرة ، إن شاء الله يكون عندك الدلائل ، مكانش تعرف شنيّ يترتب علاها  ."
ـ" نتهم إلّي نحب آنا حر و إلى كان إنتومة عندكم الحق تتهمونا و الدخلونا للحبوسات ."
ـ " تتحمل مسؤليتك في الكلام إلي تقول فيه "
ـ " حريتي عمرها ما كانت لابسة كمبا ، لذلك سيدي القاضي ، أنا زادا باش ننسحب ، لكن قبل ما نمشي نحب نقلك حاجة ، الدوسي هذا قعدت ثلاثا يام مرقدتش على خاطرو و جاو جمعتكم حبو بهزوه مالبيرو ، أنا باش نحرقو قدّامك ( وشعل فيه النار بالرسمي قدّام عينين الناس الكل ) أنا عندي سنين محامي ، و الحاجة الوحيدة إلّي إكتشفتها إلي آخر حاجة نستحقوها باش ندافعو على الحق هي القانون ، لأنو ما عندو حتى قيمة مادام الجنرالات تعطي الأوامر مالفوق و إلّي الدولة إلّي حاطين شعارها فوق ريوسكم عمرها ما عناتلنا  الوطن ، نحنا ناس نحبّو بلادنا بالرّسمي ، بالفعل مش بالكلام و الشعارات و ماناش في حاجة للقانون باش نجيبو حقنا ، مادام القانون في عرفكم مجرد شريطة تنشرو عليه دبشكم الملطخ بالدم بعد مغسلتوه في دار السلطة ، مادامو مجرد قانون متاع لعبة إنتوما فيها الخصم و الحكم .
ما كمل الكلمنتين كان بسّيف ، بعدها  بدى الحس و العياط ، هو حس  بتعب كبير ، راس يدور و الدوخة لعبت عليه . فاق لعشيّة بلقى روحو في السبيطار ، حل عينيه حاو يتذكر بالضبط شنية إلي صار ، التصاور هاربة من مخوّ ، غزر للباب رى بوليس واقف قدّامو يتثاوب ، وقتها رجعلو شاهد لعقل .
 
صفوان الطرابلسي 
نشر في جريدة ضد السلطة 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire