mercredi 21 novembre 2012

الرحيل وقت الأصيل


 لسنا في حاجة سوى إلى الكثير من الحب و القليل من الجنون حتى نعود من جديد إلى صف البشر 



تضيع الأيّام
سطور نكتبها بأيدينا و لا نحسن قراءتها
نخوض معركة خاسرة
و نتفرّغ بعد الهزيمة للبكاء
نشتاق للوطن و نمقت طعم المنفى و الجفاء
نحزم حقائبنا للرّحيل
و نظنه المثوى الأخير
لكنّ الطريق طويل
و لم يعد في الوطن مكان يقبلني
في وطني حيث للدمع نهر
و للدّم نهر
و للنفط نهر
و ليس فيه للحب نهر
وطني حيث يموت الأصيل
وطني حيث مات الصبر صبرا
حيث يبكي الحرّ قهرا
حيث يعلوا الجوع هرما
حيث ركّزنا العمائم فوق رؤوس الحمير
حيث بنينا قصورا للملوك
ثمّ نمنا على الحصير
وطني حيث للدمع نهر
و للدّم نهر
وللنفط نهر
و ليس فيك للحب نهر
وطني هل يبقى لي فيك قبر؟
فأنا لا أهوى الرّكوع
و العام عام جوع
و القيصر يتربّص بجمجمتي
ليصنع منها كأسا
لنبيذه المصنوع من دماء الأبرياء
و أنا لا أهوى الرّياء
وطني متى يكون للحب فيك مجرى
يغمر جسدي المصلوب على باب المعبد المزيّف
متى يلقي سيزيف الصّخرة عن كاهله
ليكتشف أن الآلهة انتحرت تحت قدمي
متى يرفع رأسه للسماء
لقد طال الانحناء
وطني ان التاريخ لا يرحم من يكتفي بالبكاء
نكتب المراثي على شرف الأصدقاء
و نرسو على الأطلال لنحرق ما تبقّى من سفن الحروب
نستذكر  المجد القريب
و ابتسامات الحبيب
و خيالات الرّفاق
من هنا مرّوا
كتبوا وصاياهم على الجدران و انسحبوا
حملوا حقائب السفر
أحرقوا دفاتر اليوميّات و الصّور
و استعدّوا للرحيل  الأخير
و لنا نفس المصير
ما اجمل الموت على اسوارك يا وطني
و ما اعذب الدمع حين يداعب شفتي حبيبتي
قيصرنا  العظيم نصب لنا المشانق في الساحات
اعناق الرجال تنحني في تحية للغياب
و الفجر يعلن عن موت السحاب
و الرفاق الحالمون يرقبون في السجون
و يرقصون على شرف الخراب
على شرف وطن عليل
وطني حيت للدمع نهر
و للدّم نهر
و للنفط نهر
و ليس فيه للحب نهر
وطني حيث يموت الأصيل



صفوان الطرابلسي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire