vendredi 30 novembre 2012
samedi 24 novembre 2012
في بيتنا مخبر
لا أذكر الشخص العظيم الذي قال ذات يوم
" الأدباء يختلقون الأكاذيب لإنارة الحقيقة أمّا السياسيّون فيكذبون لطمسها
". ليتهم يكتفون بهذا القدر من الابتذال و لكنّهم حتى و إن كشف أمرهم لا
يسلّمون و إلى القمع ينتقلون ، يطلقون كلابهم في الشوارع و يبدأ الرّصاص في عزف
سيمفونية الموت المرعبة. لكن رغم كل هذه الوحشيّة ليس هذا أسوء ما في القضيّة ،
فهناك ما هو أكثر إيلاما ، إنّه ذلك الانتهاك النّاعم ، ذلك الشّعور الرّهيب بعدم
الآمان ذلك الشعور الدّائم بأنك تحت المجهر و أنّك مراقب في كل مكان. و لأداء هذه
المهمّة لن يرسلوا لك جحافل البوليس بل سيرسلون أكثر أدواتهم قذارة و انحطاطا.
إنّهم المخبرون يا صديقي ، تلك الكائنات التي
تعشق السير في الظّلام و العمل خلف السّتار ، تلك الكائنات التي تعمل دائما في ضّل
السلطان . المخبرون يا صديقي أسفل الكائنات في هرم الابتذال ، هم لا يملكون دهاء
السّياسيّين حتّى يساعدهم على احتراف الكذب و ليس لديهم الشجاعة لتصويب فوّهة
مسدّسهم إلى رأسك كما يفعل البوليس ، هم يكتفون دائما بقراءة نصف الآية و إنارة
نصف الحقيقة ، و أنصاف الحقائق كما تعرف أخطر من الكذب أنصاف الحقائق فتن و الفتنة
أشدّ من القتل.
لذلك يا صديقي كن حذرا قدر المستطاع ، فكّر
جيّدا قبل كل حركة ، حاول أن تضع شفرة لكلماتك حتّى يفهمك الأصدقاء و يتوه عن
معانيك الأعداء أو من المستحسن توقّف عن الكلام أصلا ، لأنك ستجدهم يرصدونك في كل
زمان و مكان. ستراهم في المدرسة و الجامعة ، في المترو و الحافلة ، في المبغى ، في
الحانة ، في العمل و حتّى في لقاءات الحب العابرة سترى عيونهم عليك ساهرة و لن تجد
عناء في اكتشافهم ، ستراهم في المقهى يجلسون في أكثر الزّوايا انعزالا و في
الشوارع الموحلة آخر المساء سيمرّون إلى جانبك و يبادلونك التحيّة في جفاء . حتّى
حين تدخل البيت إيّاك أن تشعر بالأمان و تذكّر أنهم في كل مكان ، خلف الستار ، خلف
سمّاعة الهاتف و تحت صنبور المياه ، داخل علبة الرّسائل ، في حقبة أوراقك و في
صندوق سيّارتك و حتّى في غرفة نومك حين تمارس الحب مع عشيقتك أو زوجتك تذكر أنهم
تحت سريرك ينصتون لتأوهاتها و حشرجاتك ، لذلك إيّاك أن تشعر يوما بالأمان فخلف كل
باب من أبوابك يوجد مخبر و آلة تنصّت.
mercredi 21 novembre 2012
الرحيل وقت الأصيل
لسنا في حاجة سوى إلى الكثير من الحب و
القليل من الجنون حتى نعود من جديد إلى صف البشر
تضيع
الأيّام
سطور
نكتبها بأيدينا و لا نحسن قراءتها
نخوض
معركة خاسرة
و
نتفرّغ بعد الهزيمة للبكاء
نشتاق
للوطن و نمقت طعم المنفى و الجفاء
نحزم
حقائبنا للرّحيل
و
نظنه المثوى الأخير
لكنّ
الطريق طويل
و
لم يعد في الوطن مكان يقبلني
في
وطني حيث للدمع نهر
و
للدّم نهر
و
للنفط نهر
و
ليس فيه للحب نهر
وطني
حيث يموت الأصيل
وطني
حيث مات الصبر صبرا
حيث
يبكي الحرّ قهرا
حيث
يعلوا الجوع هرما
حيث
ركّزنا العمائم فوق رؤوس الحمير
حيث
بنينا قصورا للملوك
ثمّ
نمنا على الحصير
وطني
حيث للدمع نهر
و
للدّم نهر
وللنفط
نهر
و
ليس فيك للحب نهر
وطني
هل يبقى لي فيك قبر؟
فأنا
لا أهوى الرّكوع
و
العام عام جوع
و
القيصر يتربّص بجمجمتي
ليصنع
منها كأسا
لنبيذه
المصنوع من دماء الأبرياء
و
أنا لا أهوى الرّياء
وطني
متى يكون للحب فيك مجرى
يغمر
جسدي المصلوب على باب المعبد المزيّف
متى
يلقي سيزيف الصّخرة عن كاهله
ليكتشف
أن الآلهة انتحرت تحت قدمي
متى
يرفع رأسه للسماء
لقد
طال الانحناء
وطني
ان التاريخ لا يرحم من يكتفي بالبكاء
نكتب
المراثي على شرف الأصدقاء
و
نرسو على الأطلال لنحرق ما تبقّى من سفن الحروب
نستذكر
المجد القريب
و
ابتسامات الحبيب
و
خيالات الرّفاق
من
هنا مرّوا
كتبوا
وصاياهم على الجدران و انسحبوا
حملوا
حقائب السفر
أحرقوا
دفاتر اليوميّات و الصّور
و
استعدّوا للرحيل الأخير
و
لنا نفس المصير
ما
اجمل الموت على اسوارك يا وطني
و
ما اعذب الدمع حين يداعب شفتي حبيبتي
قيصرنا
العظيم نصب لنا المشانق في الساحات
اعناق
الرجال تنحني في تحية للغياب
و
الفجر يعلن عن موت السحاب
و
الرفاق الحالمون يرقبون في السجون
و
يرقصون على شرف الخراب
على
شرف وطن عليل
وطني
حيت للدمع نهر
و
للدّم نهر
و
للنفط نهر
و
ليس فيه للحب نهر
وطني
حيث يموت الأصيل
صفوان الطرابلسي
dimanche 18 novembre 2012
شوارع الشتاء

وحده كان يجوب الشّوارع في هذا الليل الحزين
، وحيدا كنبيّ منبوذ كان يبحث عن رصيف لم تزره قطرات المطر قبله و لم تأخذه الرّيح
مرتعا لتيّارها . وجد ضالّته بعد بحث ، جلس في الركن المهجور ، أوقف إلى جانبه
عربته المخلّعة ، كان يرتجف بشدّة و لكن ليس من البرد كما يتوقّع من يشاهده
. فتح جيب سترته في تشنّج واضح و أخرج كبسولة " السوبيتاكس" و
حقنة كان واضح أنّها لا تستعمل للمرّة الأولى . أخذ غطاء قارورة ماء فارغة وضعها
تحت المطر لتمتلئ قليلا ثم أذاب الكبسولة فيها . كان يراقبها و هي تتفتت ، حرّكها
بخنصره حتّى تتحلل بسرعة قبل أن تتحلل أعصابه و يخرج عن طوره في موجاته الهستيريّة
المعتادة ، أخذ الحقنة بعناية ، ملأها بمحلوله المسموم و انطلق في رحلة بحثه
المضنية عن شريان صالح لازال للدم فيه نبض داخل هذه الذراع المخرّبة ، وحين
استعصى عليه الأمر و بدأت آلام رأسه و جسده تطلق جرس الإنذار ، انتزع قطعة
قماش من قميصه المهترئ و عصّب بها ذراعه بقوّة لتظهر بعض العروق الصغيرة ، غرز
الإبرة بتشنّج و افرغ داخل جسده سمّ الحياة كما كان يسمّيه . عندها فقط استرخى
قليلا ، أطلق تنهيدة طويلة و تمدد على الرصيف ، الآن فقط في إمكانه أن يستريح ، أن
يسترجع بعض أحاسيسه الضّائعة و يهرب من صقيع الواقع و لهيب الذّاكرة .
كل يوم على هذا المنوال ، حاول أن تتخيّلها
كحياة إنسان يوجد على هذه الأرض . تنقذه الشمس من كوابيسه كل فجر ، يفتح عينيه مع
بصيصها الأوّل ، يدفع عربته و ينطلق في أرجاء المدينة يجمع قوارير البلاستيك ،
يجوب شوارع المدينة شارعا شارعا و قبل أن يأتي المساء و تبدأ أجراس جسده
بتنبيهه ان موعد السم قد حان يتجه إلى المستودع ، يبع ما تمكّن من جمعه و
يشتري بثمنها كبسولة "السوبيتكس" و رغيف خبزا لو تبقّى معه ثمنه . يأكل
الرغيف في طريق البحث عن ركن هادئ للمبيت ، يحقن نفسه بسم الحياة و ينطلق في رحلة
الغياب إلى أن يأتي صباح جديد .
غريب هو أمر هذه المدينة ، في الضّفة الأخرى
نسمع أنهم يشربون السم في بحث عن الموت بعد قصّة حب فاشلة أو إثر نوبة
اكتئاب عابرة و على هذه الضّفّة يستعان بالسم من أجل استمرار الحياة .
لكل منهم سمّه المفضّل و لكل منهم أسبابه المنطقيّة ، لكن لا أحد فيهم فكر في يوم
من الأيّام في مأساة غيره ، كل يرى نفسه المظلوم الأكبر . كانوا يرونه كل يوم ،
يمر من أمام أعينهم ، يتشاءمون منه في كل صباح و يضربونه كل مساء حين
يضبطونه يفرغ قمامتهم و يبحث فيها عن قارورة من البلاستيك . لم يفكّر أحدهم في يوم
من الأيّام كيف وصل هذا الإنسان إلى الحضيض ، كانوا ينتظرون يوم رحيله و تعفّنه
بين أكياس القمامة حتّى يذرفوا بعض الدموع في أمسياتهم و حتى يصبح رمزا
لقضيّة يتاجرون بها في ملتقى جمعيّاتهم . لا أحد يعرف من أين جاءتهم كل هذه القدرة
على تجاهل الأمور ، و الاستهتار بحياة البشر . أتراها حياة المدينة أم أنه
مرض عضال أصاب القلوب ؟
هذه المدينة الفخمة ، هذه المدينة الرّاقية و العريقة . هذه المدينة
بتاريخها الضارب في القدم و صيتها الواسع لم تعد سوى مبغى لأصحاب القلوب المريضة
، لا تغرينّك صور بطاقات المعايدة ، و كلمات السياسيين الزائفة ، كلها زينة
للتمويه أزح قليلا الستار و ستكتشف الحقيقة . هي اليوم كعاهرة تخشى أن تكشف
عورتها المتفسخة. كل يوم على أرصفتها يموت عشرات البشر ، كل يوم تتعمّق المأساة أكثر ، كل ليلة في أزقّتها الخلفيّة ، حيث يمتزج الطّين
بالدماء ، ينام مئات الأطفال دون عشاء و دون غطاء و كما تعرفون أقصى الفصول
في هذه المدينة فصل الشتاء . في هذه المدينة حيث أدمن النّاس الرياء ، كل شيء يباع
و يشترى ، حتى التقوى و صكوك الغفران للآخرة نقتنيها كما الحذاء ، في هذه المدينة
حث يلعن البشر أنفسهم و يعلنون كل ليلة في صرخة جماعيّة مكبوتة عن موت
الإنسان داخلهم ، فالإنسان هنا نادر الوجود و مهدد بالإقراض .
vendredi 9 novembre 2012
الزّوّالي ضد الزّوّالي
كانت الساعة حوالي
الخامسة و النصف ، حين أغلقت المكتب و خرجت من العمل و أنا أفكر في حمّام ساخن و
عشاء عائلي لذيذ ينسيني تعب يوم من العمل في سلك الإدارة المضجر ، يوم من الصّراع
ضد الرّتابة و ضد التعفن خلف مكاتب نخرها السوس حتّى النخاع . خرجت إلى الشّارع و أنا
أمنّي نفسي بهذه الخيالات التي يعتبرها البعض بسيطة و ساذجة لكنّها تلخّص متعة
الحياة بالنسبة لموظّف من الدرجة الخامسة يحاول أن يكون شريفا قدر المستطاع و
قد قارب الأربعين دون أن ينجح في إتمام أي مشروع حياتي و لا حتّى تكوين
أسرة تقليدية كباقي الخلق . لكن ما إن وطأت قدمي الرّصيف حتّى بدأت ألحظ حالة غير
اعتيادية ، حالة احتقان مستتر ينبئ بانفجار قريب و مهيب .
في البداية لم أفهم السبب لكن ما إن وصلت إلى محطّة الحافلات
حتّى تجلّى الأمر أمام عينيّ واضحا وضوح الشمس . كانت الحافلات واقفة على رصيف
المحطّة الواحدة تلو الأخرى ، كموكب مأتمي ، صامتة و كأنها تتلقّى التعازي بينما كان
النّاس يتجمهرون حولها من الأمام و من الوراء يضربون على أبوابها و
هم يصرخون ، يزبدون و يشتومون أما عمّال النقل فقد تحصّنوا في ركن
مقابل محاولين تجنب المحتجّين قدر المستطاع في حين كان
أحدهم يحاول أن يفتح قناة للحوار مع الجمهور الغاضب لتهدئتهم ، لكن كلّما اقترب من
هدفه قليلا و أخذ اللغط بالانخفاض يبرز سائق شاب و يردّ الشتائم
الجمهور بأقذع منها لتعود المفاوضات إلى بدايتها . المهم أن الجو كان
محتقنا إلى أبعد الحدود و ينبئ بالتطور في أي لحظة و مع أي كلمة خصوصا مع الغياب
التام للأمن ، لذلك قررت الابتعاد بأسرع ما أمكن ، و لكن قبل الرحيل استفسرت أحد
العمّل عن سبب هذه الفوضى فأخبرني أنهم دخلوا في إضراب مفتوح لأن أحد القضاة تسبب
في توقيف زميل لهم دون وجه حق و بطريقة تعسّفّية إثر حادث مرور بسيط كان في
الإمكان أن يمر بمجرّد عمليّة الملاحظة إثر الحادث . لم أجادل كثيرا ، الوقت كان
متأخرا و من الصعب العثور على وسيلة نقل أخرى كما أنيّ كنت منهكا إثر يوم عمل مقلق
لذلك اتصلت بأحد أصدقائي ، كان يقطن في حي شعبي في احد ضواحي العاصمة القريبة و
انطلقت في طريقي مشيا على الأقدام . وصلت إلى المنزل متعبا و مستنزف الأعصاب و لكن
في النهاية كان حالي افضل من غيري، على الأقل ضفرت بمكان للنوم رغم أنّي كنت مشتاقا لذلك
الحمّام السّاخن و العشاء على الطاولة المستديرة للعائلة على نغمات تشكّيات
الوالدة من غلاء المعيشة و التحليلات السياسيّة الفذة للوالد الذي لا
يزال إلى اليوم مقتنعا أن الحكومة تخاف الله و أنها تعمل على إنقاذ البلاد بينما
يحاول ملحدوا اليسار تعطيلها بأي طريقة حتّى و لو كان ذلك بحرق البلاد و العباد .
المهم أغمضت عيني
تلك اليلة على شريط الأخبار و تداعيات إضراب عمّال النقل و فتحتها على
نفس العناوين يصدّرها اضراب عمّال النقل ، شربت قهوتي بسرعة و نزلت و أنا أحس ببعض
الانتعاش ، لذلك قررت أن أذهب للعمل سيرا على الأقدام خوفا من أن يصادفني سائق
سيّارة أجرة ركيك يعكّر مزاجي و يفسد بثرثرته صفاء ذهني . وصلت إلى العمل في الوقت
المحدد ، فتحت المكتب ، قرأت الجريدة ، كتبت بعض التقارير ، كان صباحا روتينيا إلى
أقصى ما تحمل هذه الكلمة من معنى . و قبيل منتصف النهار ، خرجت للغداء و اتجهت إلى
المطعم المعتاد في نهج الدبّاغين لكن ما إن اقتربت من المكان حتّى اعترضتني جمهرة
من النّاس يحملون اللّافتات و يهتفون بحل الإتحاد و يقذفون المقر بكل ما تقع عليه
أيديهم بينما كانت دوريّة من بعض رجال الأمن تحاول تطويقهم و إبعادهم . اقتربت
أكثر، كان بي فضول لأعرف ما يحدث رغم أنني كنت متأكدا أنهم كانوا غاضبين إثر إضراب
قطاع النقل ، وجوههم لم تكن غريبة ، كانت مألوفة لي لا أعرف أين شاهدتهم من قبل ،
المهم أنني تعرفت على اثنين منهم ، كانا يسكنان في حيّنا و لا أعرف ما الذي أتى
بهما في هذا اليوم القائض كي يهتفوا بشعارات أقسم أنهم لا يفقهون لها معنى و
أضحكني حقا أن بعضهم كانوا يحملون لافتات يسبون فيها بعض السياسيّين المعروفين و
لم أفهم ما دخل الإتحاد في الموضوع ، المهم عجّة بأتم معنى الكلمة و جوقة من
النشاز كل فيها يغنّي على ليلاه .
لكن في هذا الخضم
شيء واحد كان يثير اشمئزازي و حيرتي ، كيف يقف الزّوالي في وجه الزوالي ، و هذا لم
يحصل ذلك اليوم فقط ، حصل في عديد المرّات و قد كنت شاهد عيان إمّا بمحض الصدفة أو
خلال نزولي في بعض الإضرابات القطاعية بإدارتنا ، نشتم بعضنا ، نضرب بعضنا البعض و
في بعض الأحيان نقتل بعضنا البعض ، من أجل ماذا ؟؟؟
لا شيء ، من أجل لا
شيء تهتك الأعراض و تسفك الدماء ، نلقي اللوم على الضعيف لأنه لا حول له و لا قوّة
، بينما الملام الوحيد هي السلطة ، هذه السلطة التي سلبتنا إنسانيّتنا و جعلتنا
نهضم حقوقنا بأيدينا . فكما نهاجم اليوم المضربين لأنهم رفضوا الظلم و تحرّكوا من
أجل حقوقهم في لقمة عيش كريمة سيكون هناك من يهاجمنا حين نفكر نحن أيضا في التحرّك
، و تندلع الحرب بيننا بينما قضيّتنا واحدة ، حرب ليس لنا فيها لا ناقة و لا جمل و
نحن في النهاية من ندفع الضريبة من دمائنا و قوتنا اليومي بينما تجني
السلطة الغنيمة على طبق من ذهب و لا يبقى لنا سوى الكرب . لا أعرف متي سنفتح
أعيننا على الحقيقة و نكتشف أننا في مركب واحدة و أن عدوّنا واحد و هو من يهمش
صراعنا من خلف الستار ؟؟
كان هذا أخر سؤال سألته لنفسي في صمت ، في النهاية تعكّر
مزاجي الذي حاولت أن أحافظ على صفائه طيلة هذا الصباح ، لذلك أزحت
ناضريّ عن كل هذا الهراء و اتجهت الى المطعم القريب لأستمتع بالغداء و من حسن الحظ
أن صاحب المطعم كان خفيف الرّوح و أتحفني ببعض النكت و بصحن " الكفتاجي
العريق " لحقته قارورة كوكا باردة من العيار الثقيل . و لم تمر
بضع دقائق حتّى أعطى الغداء مفعوله المخدّر ، هاجمني ثقل
غريب و رغبة في النوم فاندفعت إلى المكتب مسرعا ، ألقيت كل هواجسي إلى
الجحيم و استلقيت على الطّاولة و حلمت بالحمّام السّاخن و حصّة تدليك من أياد
ناعمة .
صفوان الطرابلسي
2012/11/08
jeudi 8 novembre 2012
عبّر قبل ما السلطة عليك تتجبّر
هل في إمكان أحدكم أن يخبرني ما الذي تغير في
هذا الوطن ، و لن أتحدث هنا على الصعيدين الإجتماعي و السياسي لأن الحديث سيطول
كثيرا ، في هذين المجالين بالذات حققنا تراجعا و لم نتمكّن حتى من المحافظة على
الحد الأدنى من الكرامة و الأخلاقيّات . ما أريد التطرّق إليه اليوم يتعلّق بحرّية
التعبير ، المكسب الوحيد الذي كنّا نظن
أننا نجحنا في تحقيقه ، و لكننا حقا واهمون ، لأن ما حققناه بعد الثورة لا يتعدّى
كوننا فتحنا المجال الإعلامي الذي كان في السابق حكرا على جهات معينة و هذا لا
يعني أننا حررنا الإعلام بدليل ما حصل في عديد المؤسسات منها در الصباح و جريدة
التونسية و غيرها . و رغم كل هذه المنغّصات ربما نكون قد حققنا و لو جزءا يسيرا من
طموحنا و هنا يكمن الفخ لأنهم يهمشون طاقتنا في مثل هذه الصراعات و يتوجهون هم
للغنيمة الأكبر ألى و هي التعبير . التعبير أهم من الحرية و أهم من الإعلام ، التعبير هو انعكاس
للإنسان و انعكاس للحرّية و فتح الأفاق أمام الإعلام و العمل الصحفي لا يعني أننا
صرنا قادرين على التعبير دون مضايقات و التطرق غلى كل المواضيع و بمختلف الأساليب . هنا نكتشف أننا لم نتقدم قيد أنملة و الأدلة
كثيرة ، نبدؤها بأيوب المسعودي و قضيت النيل من هيبة المؤسسة العسكريّة و تختمها
بالقضية الأخيرة التي رفعتها نقابات الأمن على توفيق بن بريك و الأمثلة بينهما
كثيرة منها قضية سامي الفهري و إستدعاء الفنانين للتحقيق إثر أحداث العبدلّية إلى
غير ذلك ...
و لكن ما يهم في هذا السياق و ما يقلق حقا
ليس هذا السعي الحثيث من السلطة من أجل كبت حرية التعبير ( أنا افض هذا التركيب
لأن من يعبر هو إنسان حر حتى ولو كان بين القضبان ) فهذا أمر طبيعي أي سلطة في
العالم مهما كانت تعتبر نفسها ديمقراطية ستبحث دائما عن طريقة لتكبيل هذه الطاقة و
احتكار هذا الحق المتأصل في الإنسان و لكن
ما يقلق هو تخاذل التونسيين و عزوفهم عن حماية حقهم في أن يكون لهم المساحة لإبداء
آرائهم و التعبير عن أنفسهم و همومهم فالقضية لا تهم فقط توفيق بن بريك أو أيوب المسعودي أو غيرهم من فنانين و صحفيين و ناشطين في
المجتمع المدني ، القضية اليوم قضيّة شعب ، فشعب لا يعبر شعب ميت ،
و الإنسان تسقط عنه صفة الإنسانيّة ما إن تخلى عن حقه في أن يعبّر و أن يكون له
موقف يوصله بؤسلوبه الخاص .بالتالي على كل إنسان أن يثشبث بهذا الحق
لأنه سينعدم ما إن تخلى عنه و عله أن يطور أسلوبه أن يبتدع لمسته السحريّة الخاصة و للتعبير صنوف كثيرة ، الكتابة ، الموسيقى ،
السنما ، الرسم عالى الجدران ، رفع شعار في المضاهرة ، بعض الجمل الساخرة على
الفايسبوك ، طريقة لبسك ، طرقة أكلك ، أسلوبك الساخر في فالكلام و صياغة النكات ، المهم أنها كلمت حق يقولها
الإنسان في وجه السلطة التي تريد تغييبه
فلا تتركوا لهم الفرصة حتى يحتلون أدمغتكم و يعطلون قدرتكم عن الحلم و التعبير و يحولونكم شيء فشيء إلى مجرّد آلات او ربّما قطيع من الأغنام يتناوبون على قيادتها إلى الهاوية لتسقط عنكم صفة الإنسانيّة .
مع تحيّات صفوان الطرابلسي
mercredi 7 novembre 2012
إنهض و قاوم
إلى من يحاربون رغم نزيف الجراح
تمرّ سهام الغدر
قدّم لها صدرك
وابتسم
ان الموت يغازلك فابتسم
طالع عدوّك دون خوف
ليس الرّصاص يرهبك
سر في طريقك لا يهم
افتح ذراعك للهوى
واعشق كل نساء الدنيا
و ادخل في غور الحياة
واكوي بالنّار الكلم
أطلق عنانك للجنون
واجه عدوّك وانتقم
أترك وصاياك الأخيرة
واغرس في الأرض الذخيرة
واسقيها دم
جهز قبرك قبل المعارك
أدّي يمينك والتزم
الموت يعصف بالصبايا في الهجيع
فلست تثبت كالصّنم
يا حاملا حلم العدالة فوق ظهرك
لا تنم
ضمد جراحك بالتراب
واستقم
احبس دموعك ، لا تهادن
جرح الهزيمة لا يغذّي سوى الندم
أحشو سلاحك بالرصاص
أرسل عدوّك للعدم
يا حاملا حلم العدالة فوق ظهرك
لا تنم
ما دمت في الأرض تقاوم
فأنت لست بمنهزم
صفوان الطرابلسي
mardi 6 novembre 2012
يسقط يسقط ق**ب العسكر
جهاد مبروك جريح الثورة إلي سقا أرض هالبلاد
بدمّو ستتم محاكمتو عسكريا بتهمت التقعّص عن الواجب الوطني ، يعني بالفلاّقي يحبوه
يعدي الجيش و للناس إلى متعرفش حالت جهاد من أخطر حالات الجرحى إذا لم نقل أنها
الأخطر على الإطلاق و أنه مهدد في أي وقت بالشلل (أن شاء الله الشر بعيد على خويا)
، لذلك أنا نعتبر أنو المحاكمة هاذي محاكمة سياسيّة بالأساس لثني جهاد عن مواصلة
نضالو من أجل تحرير البلاد هاذي و طبعا هذا كان متوقّع خصوصا بعد صمودو و رفضو أنو
يذل روحو للسلطة إلي نهشت من لحمو و لحمنا و عملت المستحيل باش تشوهو و هنا أخص
بالذكر السيّد الوزير المحترم سمير ديلو و النائبة يامينة الزغلامي و زبانيّتهم و
هاو ختمها جيشنا المفدّى إلي قال شنوّة يحمي في الثورة ، طبعا
كل هذا لن يثني جهاد عن مواصلة المسيرة ، جهاد إلي يلهمنا بصمودو و عزيمتو و
يعطينا كل يوم الدفع باش نواصلو المسيرة و ذلك برفضو أنو يتخلى على حلمو و يكون
مجرّد جوكار رابح في الحملات الإنتخابيّة لأحزاب الكاكاويّة و الجمعيّات
الإنتهازيّة رغم الألم إلي يعاني فيه كل يوم .
و في النهاية نحب نحي جهاد و نقلو يا جبل ميهزّك ريح و غدوة قدّام المحكمة سكون شعار المرحلة " يسقط يسقط ق**ب العسكر "
و في النهاية نحب نحي جهاد و نقلو يا جبل ميهزّك ريح و غدوة قدّام المحكمة سكون شعار المرحلة " يسقط يسقط ق**ب العسكر "
تحيّاتي لشعب النعام
الجيش شوى البلاد
وصل بكري ، يمكن أول واحد ، حط الخردة متاعو على المادة ، جبد الكرتابة و الروب مالمال ، كي جا يسكر فيه فلت من يدو و عمل صوت قوي البوليس ناعس بجنبو واقف يستنّا في الكار ، تفجع مسكين ، القهوة تتمايل في يدو ، بزع شترها قبل ما يعمل منها حتى رشفة .
دخل للقاعة ، يلقى شويّة ناس سبقوه ، فاهم كعبات صحفيين و زملاء يعرفهم ، سلّم علاهم فيسع فيسع و مشا شد بلاصتو ، جبد الدوسي ، قعد يغزرلو ، عامل روحو يراجع فيه ، راسو يوجع فيه و عينيه حمر ، ماضابيه ميكلمو حد ، عندو ثلاث يام مرقدش ، مكلاش ، مخرجش مالدار باش يعمل قهوة كالعباد ، عايش عالشراب و دوا العصاب ، قضاية هالزمان ما عاد تفهملها راس من ساس ، الإعتداء على الذات العسكريّة ولّا درا شنية ، ضحك ضحكتو الصفرة و هويتذكر في المساجات الّي يبعثولو فاهم كي ما حبش يهز علاهم التلفون ، و البارح كيفاش خلعولو البيرو ، مبهمهم هذا حد نيتهم فيبالهم باش يخليلهم الدوسي الصحيح غادي ، و لّا بالكشي فيبالهم قلبو عليمين باش يكبسوه ، زايد اللي فيه طبة عمرها ما تتخبى .
هو سارح هكّاكة و دخل القاضي ، مفاقش بيه ماللول ، أما مباعد فيقو الحس كي بدى العياط و الصياح ، غزر وراه الصالة تعبّات ، مفهم شي ماللول ، أما كي ركز فهم إلّي القاضي طلب إخلاء القاعة و إنو القضيّة لازم إتم مداولاتها في السريّة بما أنها متعلقة بأمن الدولة و التعدّي على الذات العسكرية .
و جيعت راسو زادت ، حس بتعب كبير ، ماضابيه كان يعمل حربوشة و يتكّى ، الناس الكل ولّا يشوف فاها قلابس قدّامو و خصوصا القاضي و هو يعوعش كالسردوك ، مسح نكيتات العرق من جبينو ووقف باش يكمل يضم صوتو للجوقة .
ـ" سيدي القاضي آنا نعترض على إخلاء القاعة ، هاذي قضيّة رأي عام و من حق التوانسة إنهم يعرفو الحقيقة "
ـ " يا أستاذ هذي محكمة عسكريّة و القضية تتعلق بأمن الدولة و المؤسسة العسكرية و إنتي تعرف أنو السرية واجبة في الحالات هاذي و إخلاء القاعة أمر واجب "
ـ " أي نعرف مليح إلّي القضيّة متعلقة بالمؤسسة العسكريّة ، و بالتجنّي على الذات الموقرة للمؤسسة العسكرية ، لكن آنا نحب الشعب يعرف الحقيقة ، من حق الشعب أنو يعرف الحقيقة و شنيّا متخبّي تحت الكسوة الخضرة ، و الثورة جات باش تكشفو الحقايق و نعرفو شكون الضالم و شكون المضلوم ."
ـ" نفهم إلي إنتي تتهم في الجيش ، ولدي إتهماتك هاذي خطيرة ، إن شاء الله يكون عندك الدلائل ، مكانش تعرف شنيّ يترتب علاها ."
ـ" نتهم إلّي نحب آنا حر و إلى كان إنتومة عندكم الحق تتهمونا و الدخلونا للحبوسات ."
ـ " تتحمل مسؤليتك في الكلام إلي تقول فيه "
ـ " حريتي عمرها ما كانت لابسة كمبا ، لذلك سيدي القاضي ، أنا زادا باش ننسحب ، لكن قبل ما نمشي نحب نقلك حاجة ، الدوسي هذا قعدت ثلاثا يام مرقدتش على خاطرو و جاو جمعتكم حبو بهزوه مالبيرو ، أنا باش نحرقو قدّامك ( وشعل فيه النار بالرسمي قدّام عينين الناس الكل ) أنا عندي سنين محامي ، و الحاجة الوحيدة إلّي إكتشفتها إلي آخر حاجة نستحقوها باش ندافعو على الحق هي القانون ، لأنو ما عندو حتى قيمة مادام الجنرالات تعطي الأوامر مالفوق و إلّي الدولة إلّي حاطين شعارها فوق ريوسكم عمرها ما عناتلنا الوطن ، نحنا ناس نحبّو بلادنا بالرّسمي ، بالفعل مش بالكلام و الشعارات و ماناش في حاجة للقانون باش نجيبو حقنا ، مادام القانون في عرفكم مجرد شريطة تنشرو عليه دبشكم الملطخ بالدم بعد مغسلتوه في دار السلطة ، مادامو مجرد قانون متاع لعبة إنتوما فيها الخصم و الحكم .
ما كمل الكلمنتين كان بسّيف ، بعدها بدى الحس و العياط ، هو حس بتعب كبير ، راس يدور و الدوخة لعبت عليه . فاق لعشيّة بلقى روحو في السبيطار ، حل عينيه حاو يتذكر بالضبط شنية إلي صار ، التصاور هاربة من مخوّ ، غزر للباب رى بوليس واقف قدّامو يتثاوب ، وقتها رجعلو شاهد لعقل .
صفوان الطرابلسي
نشر في جريدة ضد السلطة
lundi 5 novembre 2012
خدمة النهار بالذل و العار
منّو هو ، من بخلو و بهامتو و الّا مالزمان و بلادتو ، والّا مالفقر
و الّا بالكشي امتحان من ربّي بختبر في قدرتو على الصبر ؟؟؟
يعمل سيقارو في السطح على الخوى و مباعد يخرج يشرب قهوة باش يحل عينيه ،
يطلع للحي الفوقاني ، يحب يبعد على عينين أولاد الحومة ، نظراتهم تخنقو ، ما يقرى
فيها كان الشفقة ، يتقزز منها ،" مسكين زوّالي و بطّال " ، كل
صباح يذكروه في حالو الي يحب ينساه ، زيد بوه بعد ما هدّتلو حيلو المرمّة و
ما لقاش باها وين ، عمل نصبة دخّان في قهوة الحومة ، و هو رغم أنّو مقتنع الّي
خدمة النهار ما فاها عار ، ما ينجمش يشوفو في الوضعيّة هاذيكا ، ضهرو مقوّس على
البرويطة و مقاصلو اتقطق مع كل تحريكة و مع هذا مزّال يخدم ، وولدو الّي في عز شبابو
قاعد عاطل ، ياخو من عندو في المصروف و يعدّي النهار بطولو في القهوة من كرسي
لكرسي يلعب هو و الشمس في تحاويزة.
كمّل قهوتو فيسع و كيما كل صباح خرج يلوّج على خبزتو ، يعدّي الصبحيّة و
القوايل و هو يدور من مدرسة لمدرسة و من ليسي لليسي يلوّج ، ينجمش يدبّر أيّامات
تعويض و إلّا سويعات في الليبر ، كل يوم على هالحال مرّة تخطف و ألف لا ، توّة
عندو سنين على هالمنوال و من عام لعام تزيد البيعة تصعب و تزيد سنتورة الفقر تكبس
. لكن كل السنين الّي تعددت حاجة و السنا بالذّات حاجة أخرى ، الوزير الجديد في
إطار إصلاح المنضومة التربويّة قدّم ووخر و كي النّاس لملاح بعث منشور في أول
العام ينص على عدم قبول معوضين لأنوّ سيتم إنتداب معلمين لسد الشغرات ، نهار إلّي
حكالو مدير المدرسة إلّي في الحومة على الحكاية خرج مصدوم و مهموم لكن مع ذلك
ميئسش ، على خاطر الّي ييأس يموت في بلادنا . هز روحو و تعدّى للإدارة الجهويّة و
كالعادة مشا قدّم دوسي باش يدخل للمناظرة مع أنوّ كان متأكد إلّي حكاية فارغة ،
ميّات الألاف متقدمين و باش ينتدبو منهم ألفين ، رغم أنّو صاحبو في النقابة قلّو
أنّو العام الّي فات كان فمّة أكثر من عشرة ألاف موقع شاغر خذاوهم معوضين و السنى
إحتمال يزيدو .
و كيما كان متوقّع جات العودة المدرسيّة ، تعدّى شهر قراية و الوزارة لا
عملت إنتدابات و لا قبلتهم كمعوضين ، يعني لا هوما خدمو و لا الصغيرات قراو ،
سياسة لا ترحم لا تلّي رحمت ربّي تنزل .
دار دار دار و أخر النهار روّح محتار ، يدلدل في أيديه ، ساق لقدّام و ساق
لتالي ، في جيبو ألفين فرنك مدّتهملو أمّو الصباح ، أمّو الّي عمرها فوق اليتّين و
مازالت لليوم تخدم في الحضيرة ، "فام دو ميناج" في اليسي ، يتذكر العام
الّي فات جاتو قتلو راهو فمّة أستاذ عربيّة باش ياخو كونجي طويل برّا كلّم المدير
عوضو ، راني حكيت معاه عليك و قالي قلّو يتعدّلي ، خرج الصباح دار دار و
مباعد رجعلها قاللها راهو خذاها شكون البلاصة ، هو في الحقيقة ممشاش أصلا ، عدّا
نهارو الكل يخمم ، شباش يقلو ، أنا ولد "الفام دو ميناح " ، و التلامذة
الّي يقراو غادي أغلبهم مالحومة ، شباش يعيطولو ،" مسيو " و لّا
أكا المعوض ولد "الفام دو ميناج" ؟ يزيه ما عانا في صغرو ، أول عام كي
دخل لليسي ، قرا غادي ، حتّى حد ما يعرف إحساسو كي كان يدخل الصباح للتواليت و
يلقى أمّو تمسح ، ما نجمش يتحمل ، مالول بطل معادش يدخل للتوليت ، مباعد ولّا
معادش يحب يمشي يقرى أصلا ، خصوصا كي كان يرى المدير يعيط على أمّو كي يدخل ويلقى
كلاس مالكلاسات مسّخ ، فمّا نهار عيطلها باش تعاود تمسح الكلاس و هو يقرى غادي .
من نهارتها ولّا يفصع كل صباح و معادش يدخل ، و تعلّم القعدة على السّور و الدخّان
، لين نهار بعثولو تنبيه و كانو باش يطردوه ، الّا بالتشحيت سامحوح و جبر دارهم
باش ينقلوه .
تنهّد كي تذكر الأيّامات هذيكة ، شدّتو الغصّة ، جبد سيقارو ، تكيّف بلهفة
، حاو ينسّي روحو ، حاو يقنع روحو ، خدمت النهار ما فاها عار ، أما الكلها
كليشيّات فارغة ، مجتمعنا ما يرحمش ، توّا عامين في الثورة ، و عام تعدّى على
الأتخابات ، شنيّة تبدّل ؟؟؟ شي متبدّل ، مشا علي بابا و خلّالنا الاربعين حرامي ،
عامين على الثورة و عام على الإنتخبات و النّاس التوّا تحكي على الشرعيّة و الفراغ
و التوافق و الكلام الفارغ . بالّلاهي شنيّة تعنيلو المواطن التونسي الشرعيّة
والتوافق و هو مش لاقي ياكل ، شنيّة تعنيلو هيئة 18 أكتوبر ، و المجلس
التأسيسي وحكومة الوحدة الوطنّة ، شنيّة تعنيلو الحرّية أصلا ، إذا كان هو
مش لاقي خبزة ياكلها بكرامة منغير ذل . الحرّية هذيكة ما تعني كان جماعت التلافز و
المجلّات ، النّاس الّي السياسة عندهم فيس يمارسوها في وقت الفراغ ، كلها
نيقاشات بيزنطيّة ، نقاشات طبقة برجوازيّة فاضية شغل . الحاجة الوحيدة الشرعيّة
بالنسبة للزوالي هي الخبزة ، تجي بالتوافق ، بالتناحر، بالحرب مش
مشكلتو وحدها تضمنلو كرامتو و متخلّيهوش
يتذل ،وقتها بركة انجمو نقولو الّي خدمت
النهار ما فاها عار .
صفوان الطرابلسي
نشر بجريدة ضد السلطة
الرّصاصة لا تزال في القلب
" حمّودة ، يا حمّودة ، يــــــــــــا حمّـــــودة..."
أففففف ، يبدو أن الجميع غادر البيت ، كيف سأنزل قنّينة الدواء الآن ، يال هذه التعاسة ،" زايد الي يعمل على حامد يبات بلا عشاء"
" أففففف، ماذا سأفعل الآن ، الألم يشتد ، أشعر بالغثيان و الدّواء على ذلك الرفّ الملعون ، اللعنة عليك يا حامد ، اللعععع...
ولكن الذنب ليس ذنب حامد . اللعنة على الرصاصة ، و الذنب الأصليّ ذنبي أنا ، أنا من خرجت يومها وراء حلم الحرّية ، الجميع حاول منعي و لكن ما كانوا قادرين على ايقاف الجموح الذي انتابني ، كنت أرى الأماني تتحقق ، قرأت كثيرا على الثورات و الثوّار ، تحدثت كثيرا على الثورات و أخلاق الثوريين و مآثرهم حتّى ظن ّ رفاقي أنني مجنون ، أتحدّى المستحيل و أن نهايتي إمّا النفي أو في حضيض السجون . من كان ينتظر نزول الصّاعقة غيري ؟؟؟
لا أحد و قد هيأت نفسي لذالك اليوم. كانت الثورة حلمي ، قرأتها من ثورة سبارتاكوس حتى الثورة الايرانيّة . كيف لهم أن يمنعوني من الخروج يومها ، كيف لهم أن يمنعوا شابا أرهقه القهر و أسهدته أفكار الثوريين و اخبارهم على مدى التاريخ. .لكني لم اكن أعرف أن الكتب لا تذكر سوى الجانب المشرق ، لقد بشّرتني بالنصر لأن عزيمة الثوار لا تقهر ، لكنها لم تخبرني يوما عن رصاص الغدر أو عن السطو الناعم على الأحلام ، أو ربّما من فرط حماسي أهملت تلك ألسطور و ها أنا اليوم أجلس على هذا الكرسي شبه المتحرّك عاجزا عن نصرة حلمي و انا أراه يسرق "
لكنّ صوتا في داخله قاطعه مستهزئا :" و لكن عن أي حلم تتحدّث ، أي قضية تريد أن تنصرها ، فلتنصر نفسك أوّلا ، ألا تشاهد عجزك ، إفتح عينيك التي أغمضتها المبادئ ، حلمك مشلول مثل رجليك تماما ، واصل تناول دواءك ألمخدر هو أفضل الحلول ، لكن إن وجدت من ينزله لك من الرّف أوّلا أو من يهبك ثمنه لتقتنيه أصلا . فات الاوان الآن ، أنت تعلم جيدا أن الاوان قد فات ، لو أجريت العملية قبل شهرين ، كان الأمل موجودا، أما الان فقد فات الأوان ، دع عنك المكابرة فالطريق وصلت إلى نهايتها ، ثورتك ضاعت و ضيّعتك ، دع عنك أحلام الثوار و الرمنسية الزائفة ، عد إلى الواقع ضع رجليك على الأرض طبعا إن كنت تملك رجلين أصلا ، كن واقعيا و لا تطلب المستحيل ، غدا ستصلك بطاقة معاق ، و بطاقة بيضاء للعلاج توفر لك بعض اقراص الصّداع أمّا لقمة العيش فلا تقلق سيوفرون لك رصيفا للتسول "
نظر الى نفسه في المرآة ، كان يشعر و كأنه شخص آخر بعينيه الشاحبتين و ملامح الألم الصّارخ في مقلتيه ، نعم انه شخص غريب ، نظراته غريبة ، فيها عتاب ، فيها حيرة و ريبة ، كعيني سيزيف يشوبها الابهام و هو يغوص في العدميّة المطلقة و يحمل طوال عمره الصّخرة و يظنّه عقاب الآلهة ، ليكتشف في النهاية أنّها مجرّد خدعة أو قصّة للعبرة أو مسرحيّة دراميّة لتطهير الجماهير .
أشاح بوجه ، حبس دمعة في مقلتيه ، توجّه الى زجاجة الدواء ، رفع يده ، تشبث بالطاولة بجانبه ، احس بكرسيه يتأرجح ، كاد يصل ، حول اطالة أصابعه ، كاد يصل ، بضع سنتمترات ، عادت اليه روح التحدّي ، ذلك الشعور الذي انتابه و هو يركل قنابل الغاز و هو يهتف ببطحاء محمد علي و هو يحمل صديقه جمال الذي استشهد بطلقة غادرة ، بضع ملليمترات و يصل ، يجب أن ينتصر ، قفزة صغيرة و ينتصر ، جمّع كل قوّته ورفع جذعه في الهواء ، لكن حتّى كرسيّه المتحرّك لم يرحمه ، انسحب من تحته ، حاول التشبث بالرف و لكن هذا الاخير تراخى بين يديه فانزلق ووقع ككومة تبن على البلاط ، كان الارتطام عنيفا و الأرض قاسية أمّا الألم فقد شق شرايينه حتّى كاد يفتك بقلبه .
مرة أخرى و جد نفسه وحيدا ملقى على أرض الغرفة ، زجاجة الدواء انكسرت ، و انكسر معها ما تبقّى من قلبه المحطم.
حين أصابته الرصاصة حمله الرفاق على أذرعهم ، كان الألم شديدا لكنه كان سعيدا ، كان يشعر بالألفة و الأمان ، اليوم يقع من على كرسي ، و لا يستطيع الوقوف ، لم يبقى أحد من الرفاق كي يمد له يده و لم يعد له أمل في الوقوف من جديد ، العملية ضاعت ، و حتى قارورة الدواء المسكن انكسرت .
سأل نفسه : " و ما الداعي الى تسكين الآلام دع الجرح يندمل حتى تفوح رائحته ، دع الصراخ يصدح علّهم يدركون أن قواعد كراسيهم الفخمة تنغرز داخل الجرح يوما بعد يوم . قتلة الأمل هؤلاء ، تنتفخ أرصدتهم كلما ذبلت أحلامك و يسبحون في دمائك متلذذين و حين تحين الصلاة يلاقون الله في خشوع ، يبكون على حالك ، و يتصدّقون من مالك يركبون فوق ظهرك و يسرقون حسناتك ."
حاول ان يقف ، عل معجزة تحدث لكن عصر المعجزات قد ولّى ، زحف نحو كرسيه ، اعترضه كتاب قديم بلله الدواء المنسكب على الأرضية ، نظر الى الصفحة ، كانت قصيدة لمحمود درويش طالما ردّدها و هو يقهقه بعد تجارب الحب العابرة :
"تنسى كأنك لم تكن
تنسى كمصرع طائر
ككنيسة مهجورة تنسى
كحب عابر وكوردة
في الليل تُنسى"
تنسى كمصرع طائر
ككنيسة مهجورة تنسى
كحب عابر وكوردة
في الليل تُنسى"
أنشدها بمرارة . هذه المرة لن يحبس دمعه كما تعوّد أن بفعل في الشدائد ، هذه المرّة سيكون واقعيا ، و لن يطلب المستحيل ، سيكون انسانا عاديا و لن يطالب بحقه ، نعم سينحني ليصعد الأسياد الجدد الى كراسيهم و يمددوا أرجلهم على جرحه ثم يسألونه بكل وقاحة ما مصدر رائحة العفونة ، هذه المرة لن يحبس الدمعه و لن يكبت صوته و لن يقتل شوقه ، سيبكي و يصرخ و يبصق في وجه كل من يتاجر بمأساته ، سيرفع في وجههم رجله المقطوعة لتبقى عاهته تقبّح وجوههم إلى يوم الدّين ، و
ستشهد يم الحساب على الظّالمين ...
ضد السلطة 2012/11/03
dimanche 4 novembre 2012
البحـــر بيدحــــك ليــــــــه
فدّيت ، قلقت روحي طلعت و تغمّيت ، غمضت عيني باش
نرقد ، وليت من أحلامي معقد ، قمت في نص الليل و بكيت . عشرة سنين أنا و الشلّة
تحت الحيط ، سنين صغري بعتها للشيطان ، و مباعد علاهم بكيت ، جريت ، شقيت ، حفيت ،
تمرمدت و ما قلت أحيت ، كانت الصحبة تنسيني و سهريّات الليل تكفيني و ليالي
البرّاكة مع بنت الشّط ، كي كانت الحطّ تحط ، و تجي تغويني ، مازالت
بسمتها بين عيني ومازلت كلماتها فوذنيّة ، نهارت لي ماتت بين يديّا و
وفي قلبي تكويت ، ما جا حد طل علاها و ما جا طل عليّة ، حتّى صحابها و
الّي عاملة علاهم مزيّة ، و مزياها مش شويّة!!!، نساوها في رمشت عين ، غدرو
باها و غدرو بيّا .
وقفت على حجرك يا بحر ، كينّي واقف على الجمر و نسمع
في صوتها يناديني ، ملقيت شكون يواسيني ، الناس الكل تبرّو منها ،
الناس الّي كانو يخافو منها ، بنت الشط إلّي ياما تسلفو منها ووطّاو ريوسهم قدّام
عيناها ، اليوما طوالت لحيهم و حمارت عينيهم و ما بقالهم مالرجوليّة كان اللسان ،
قالو علاها كلام و كلام ، بعد ما ماتت ولاو الكل
يعرفو ربّي و كل من لبس عمّة في لبلاد ولالنا شيخ إسلام ، قالو علاها كلام وكلام و
عمرهم ما قالو مرا عاشت في عالم لحلام ، دفنتها وحدي و بكيت على قبرها وحدي
و حتى اليوم أنا اللي نذكرها وحدي ، كي كانت إطل عليّا كي كانت إتنور سنيني
و في الفجر قبل ما تخرج تخليلي بوسة على جبيني ، كنت كي نفد تواسيني و كي
نبدا هارب إتخبيني ، كين نتذكر أحوالي تنسيني و كي نسكر و نخلوض وحتّى كي نضربها ،
ترجعلي من غدوة ترضّيني ، كانت مرا تعشق الحياة و تعطي كار الدنيا هي
وحدها الي فهمت إلّي أصل الدنيا فانيهْ ، عاشتها و عرفت متعتها و خلصت حق أعمالها
في عالم ما يعرف كارها ، و انا إلّي نعشق هبالها قعدت وحدي ، كرهت الدنيا و ما
فاها و العيشة سكرت و بلت علاها ، بين لصحاب و ليالي لخراب نعديّ فاها و
إنداوي في جروجي بإيديّا ، نسكر وإنعربد للصباح وإنبات دموعي على خدّيّا و حد ما
يراني كي نشد كل ليلة الثنيّة و نحكيلك همومي يا بحر ، كيفاش العيشة صعبة ، و الراجل
في زمان الغلبة يتغدر .
بين لصحاب ، عديت أيّامات الشباب ، بين البطالة و
الركشة تحت الحيط ، وسهريّات الحومة العربي و أنا ندور من باب إلباب بين
نظرات الناس و العتاب . ما ننكرش كنت ضايع ، بين زطلة وهملة وشراب ، أما والله
قلبي صافي ، عمري منويت عالخراب ، قالو شنفعوا القلب الصافي ، مادامو سكّينك حافي
، تقعد طول عمرك كذّاب ، إيجا معنا شوف الدنيا و خلّينا ندورو الدولاب ، و
إتحل قدّامي ألف باب و باب من دون البيبان الكل ، زهري عطانب باب لعذاب ،
تمنع مرّة ، ثاني مرّة مادامك زوّالي نهايتك ديما في السرداب ، خمسة
سنين في دار الخالة مع الرّجالة ، عديتهم مابين لحباب و إخرجت مريّض في حالة ما
عادش في حيلي عصاب ، زعما قلّي يا لبحر ، زعمة الدنيا هاذي كلبة و الّى أحنا هوما
لكلاب .
فدّيت ، قلقت ، روحي طلعت و تغمّيت ، غمضت عيني باش
نرقد ، ولّيت من أحلامي معقّد ، قمت في نص الليل و بكيت ، خرجت إنشم في شويّا هوا
، قلت نتمشّا عالبحر ، تذكرت الشلّة لهنا ، إلّي هدّتو لحباس و إلي لبس
الكسوة الزرقة ويخدم في المضاهرات مهراس ، إلي تاب عليه ربّي و كفر الناس في
ربّي و تحت الجبّة العربي آش مخبّي من عوى ، والّي هبلهم الدّوى ، خرجت إنشم
شويّا هوا ، فمّاشي ما ننسي الدى ، قلت نّحكيلك يا بحر ، إنتي و حدك
الّي تتذكر أهل الحومة ، وجدي البطّي ، خالد حنشة ، بنت الشط و كافي بار
الحاج رحومة ، ويني أيّامك يا لبحر و يني أيّام السمر ، قدّاش برّدنا في ماك
خضر، قدّاش إتكيفنا على شطّك مر ، قدّاش لعبنا في ماك ، قدّاش كورنا بحذاك
، تكوينا بملحك ودفّاتنا سماك ، يا بحر محلاك ، كي تعلّي الموجة في نهار مطر
، كي يطلع علم لخطر،ويخرج الرّايس بفلوكة تشبّه لسطل ، أولاد الحومة الّي تعلمو
على شطك يعيشو ، أعماقك كانتلهم قبر ، البارح كانو في بلاد الحبس و اليومة في جنّة
ربّي عايشين كالطير الحر ، إنتي الّي ربّتهم و إنتي الّي كليتهم ، حد ما يلومك يا
بحر .
حد ما يلومك يا بحر ، حتى للميمة الّي تبكي عمرها ما
لامتك إنتي ، حتّى كي سمعت لخبر ، قامت تدعي بالّي ظلموا و لّي سقاو وليدها المر .
قامت تدعي بالّي ناسي و الّي يجري ورى الكراسي و الّي جابها بحر وبر وهو
يساسي و مباعد روّحلنا قفر ، مخلّي شعبو في الفقر .
إلّي يحرق عالبحر و إلّي قاعد
لهنا يقاسي ، يخدم في نصبت دخّان ، ولّا صبيّة كيف الوردة تخدم في معمل كتّان و
السيّد هاو في الميدان يكري في مركض لحصان ، قلك عامل فيه عرس ، و عشرة لاف حفلة
خيتان ، طبلة وزكرة وسولاميّة يا فنّان ، كعبة فياقرا لكل عريس ، أما البيرة ملك
إبليس ، ربّي يلطفنا مالفيس . ملي بدينا و العروسة ما وقفتشي مالتكشيخ
و الدخلة في دار الشيخ ، اليوم الشعب الكل يشيخ ، شبع كحل و تبزنيس عالموباشر ، حل
الجزيرة مباشر و ابكي و شوف بلادك فين ، ناس في الحومة العربي ماتت و ناس تعدّل في
التلحين ، إنجازات و منارات ، مناصرين بالملايين ، زعمة هذا شعب بلادي ، ولا نحنا
متوفين و ماناش فايقنين ، ولا هاذم كمشة أجانب أو سكّان مرّيخيين ، حفلات
نكاح جماعي ، هذا متاعك هذا متاعي، كمشة علاش شيخم راعي و
مدعوّيين سياسيين ، آه يا ربّي راسي وجعني ، برشة قفّة و برشة طحين ، يلبس
عمّة و جبّة أفغاني و يكفرني بإسم الدين ، فقر، بطالة وزيد مش لاقي حتّى كاري ،
قلّي فين إنخبّي عاري ، يا لبحر ، و كيفاش نقتل أفكاري ، يا لبحر ، قلّي
شقولك نحرق رويحي؟؟؟ ، أه فيبالي القاز غالي و أنا ماك تعرف زوّالي و ما عنديشي حق
القبر ، يا لبحر ، تقبل تدفننّي بين موجك ، ماني خوك ، شنيّا بقالي فالعمر ، فها
لبلاد كيف دخولك كيف خروجك ، ديما تمشي و تتعثر ، شطرها إتبع كالعلالش ، آآآآه
حلبونا كالبقر .
فدّيت ، قلقت، روحي طلعت و تغمّيت ، غمضت عيني
باش نرقد ، وليت من أحلامي معقد ، قمت في نص الليل و بكيت، خرجت و على حرف الشط
كيما العادة تمشّيت ، مشيت قعدت حذا البرّاكة الّي تذكرني فبنت الشط ، كي كنت على
خدها نحط بوسة وهي تفرح باها ، كي كنت نقوللها حزاني و نرمي راسي بين يداها ، تلعب
بشعري و أحلامي ، تخبّي سرّي في جواجيها ، تمسح الغمّة على حبيني ، وتخلّيني نبات
حذاها و كل صباح نكحّل عيني كيف نراها ، كل صباح كي نخرج نهمل و نرجع نتعشّا
بحذاها ، وكي نغيب تهبّلها الغيرة و نرجع متعطّش لهواها ، نموت على ماكلت
إيديها و قهوتها ياسر محلها ، يا لبحر أرحم وخيّك و خلّيني نمشي بحذاها .
Inscription à :
Articles (Atom)