jeudi 10 janvier 2013

منفستو جانفي

اليسار فدائي وملاذي الأخير، اليسار الشيوعي، الإشتراكي، الماركسي اللينيني، اليسار الذي أهدى للعالم الثورات العارمة البهية، اليسار الذي صارع من أجل حقوق الطبقة الكادحة، اليد العاملة، اليسار الملتحم والمتكلّم باسم الأغلبية المنتجة، اليسار الحالم بالمساواة والكرامة والحرية، اليسار التقدّمي، المعرفي، الجدلي، اليسار المتحفّز للحركات النسويّة، المقاوم للتمييز بين الجنسين والضارب للعقليّة الأبوية ولاحتقار المرأة، يسار الحركة النقابية،الحركة التي أعطت تونس هويتها الحقيقية ونبذت الهوية العرقية والعنصرية والدينية التي طالما ألصقت بنا.
نحن شعب اليسار، شعب النقابات والنسوي والإنساني،ضد العولمة والراسمالية وقانون السوق مع الانسان كقيمة ومعيار. هذا الشعب الذي أطّر في كل دوار ودشرة وقرية ومدينة، ثورة البوعزيزي العصريّة المتقدمة على كل الثورات. يسار المعطّلين عن العمل.
نحن أبناء محمد علي الحامي والطاهر الحدّاد أباء الثورة. أبناء عبد الرحمان الكافي، شاعر الملزومة الكافيّة، أبناء القرمادي صاحب اللّحمة الحيّة لحبيب الشابي صاحب
La fêlure، التصدع.أصدقاء « زاباتا » و »لومامبا » و »غيفارا ». لنا نشيد من وحي كاتب ياسين أبو « نجمة ». إنّه يسار حمّة الهمامي وشكري بلعيد وجلال بن بريك ورضا لينين، ومحمد الكيلاني وعبد الرزاق الهمامي ومحمد جموز…يسار ﭬرامشيولوكاتشوإتالوكلفيوينووبرتو لدبراشت وبابلو نيروداوﭬيديبور.شعر أراﭬون وروايات قوركي وفكر أكتافيوبازو سينما بازوليني كم تغنينا بساكو وﭬانزيتي. كم نحتاج إلى « وضوح رؤية » اليسار زمن تغلغل الفكر الإستبدادي الفاشي. أذكركم بالأمل الذي أرسته الجبهة الشعبية الفرنسيّة إبان الحرب العالميّة الثانية، زمن صعود الفاشيّة والنازيّة وحملة فرانكو على الجمهورية الإسبانية. لتحيا جمهورية اليسار والسقوط للامبريالية.
هللجمهورية اليسار هذه حظ التواجد اليوم وسط شعب تونس، هذا الشعب الذي في أغلبيته المطلقة له نفس المصالح والطموح والهموم والمعاناة… ونفس الأعداء كذلك؟يسارلا يغازل شعبه بالترهات والخزعبلات والوهم والشعوذة الفكرية و اللغو الخاوي و الفصاحة المرصعة بالكذب و الزيف و البهتان…إنه لا يبيع ذمته حتى وإن ومنحوه صكوك الجنّة والغفران، يا أنبياء العذاب الأليم. إن اليسار التونسي بفصائله المختلفة والمتعدّدة، حزب العمال، اجنحة الوطنيون الدمقراطيون، الترتسكيون، المجالس، هو الطرف الوحيد على الساحة السياسية الذي يطرح في خطابه وبرنامجه مشاكل وحاجة الناس في الواقع: القدرة الشرائية، الصحّة، السكن، التعليم، الشغل، النقل، المساواة، الحريات، المعرفة والعلم والإبداع و الحق في وقت للهو و اللعب و الإمتاع و المؤانسة و الضحك « باليطاش » و البكاء حينا ،يدافع عن الشّغيلة ويضمن حقوقهم، إنه مع دولة الأغلبيّة ضدّ دولة الأقليّة. أعداؤه هم أعداء الشعوب: سلطة السلاح وسلطة المال وسلطة نظرة الجمهور للدين. مع دولة العدالة ضدّ دولة الإغتراب واللاّمساواة. مع السعادة ضدّ التعاسة. مع فرض دولة تقدّمية ضدّ دولة الرجعيّة. مع العصر ضد الماضي. مع المعرفة ضدّ الجهل.
هل هذا الفصيل المتقدّم، الواعي، الإنساني والثوري له مكانة في تونس الآن وهنا؟تونس الآن وهنا؟ تونس تنتمي إلى قارة متخلفة جغرافيا وتاريخيا وسياسيا وإقتصاديا وثقافيا. شعب لا يقرأ، شعب لايفكر، لا تزال الخرافات البالية، خرافات أمي السيسي ورأس الغول، تحكمه، لا يؤمن بالعقل والمعرفة.شعب تحكمه الروابط العشائرية والعرقية والعادات والتقاليد.شعب يثور مع اليسار ويصوّت مع اليمين، يجهل مصالحه. شعب يرفع إلى سدة السلطة أعتى أعدائه ويعادي من يدافع عن قوته وكرامته وحريته. شعب يستنزفه الأثرياء ويحكمه السفسطانيون والأئمة، والانذال والسفلة. سقط المتاع وباعة الخدر. « ليتني كنت كالسيول ان سالت / تهد القبور رمسا برمس ».
إن اليسار التونسي لا مكان له في هذه التربة الحجريّة،خلا وقفار، خربة، اليسار يتواجد في مناطق تؤمن بالعصر والعلم والتقدّم، مثل أوروبا وجنوب آسيا وخاصة جنوب أمريكا حيث « براءة الإختراع » والمغامرة وهيمنة الفيزياء وأفول الميتافيزيقا.إن الملجأ الوحيد لليسار التونسي، ليكون له موقع في هذا المستنقع من الخراء، أن يتحالف مع التعبيرات السياسيّة العصريّة لدحض الملاّت والطوائف القروسطيةولإنقاذ البلاد من الردة والإنتكاس والغرق في اللاّمعقول. اما ثورة واما ارتداد اما ثورة واما ارتداد… ثم نرى.إنّ اليسار التونسي، بقيمته المعنويّة ووزنه النضالي يمكن أن يقلب الموازين ويعطي النصر للقوى العصريّة… حتى وإن لم تكن تقدميّة، قبلتها اليمين. ولكن هذا التحرك الثوري الواعي يتطلب من القادة (حمّة وشكري وجلال بن بريك), نضجا سياسيا وشجاعة وحنكة في التموقع والمناورة وفي الكر والفر وقلب الهزيمة انتصارا. لتتضح الرؤيا ونستخلص إستنتاجا بسيطا وساذجا : لفظ جماهيري لا لبس عليه لسلطة حزب النهضة.ﺃتساءل كيف لم تتفطن النخبة العضوية لهذا المعطى الأساسي في معادلةالرّبح والخسارة ؟ هنا تكمن كبوةالجواد…
اليساري الحقّ هو المتمكّن من أدوات التحليل والإستقراءوالإستنتاج ودقة التمحص والنبوغ الوضاح
LA LUCIDITE، صاحب العقل الجدلي الذي ينير السبيل. كلام أبجدي أن نستخلص الدّرس، ونقوم بالمناورة الصحيحة، حسب إمكانياتنا المتاحة.التحالف ثم التحالف وحمل المعركة إلى قلاع وأرض العدوّ… من هنا نبدأ . إنّ البلاد في أشدّ الحاجة لموقف جريء وحاسم، لحسم المعركة. فلا تخيبوا ظنّ الجميع. إنها مسألة حياة أو موت.فانهضوا ينهض بكم الشعب.الأمل بيدكم. والغبطة كذلك. لا تخونوا الوعد والموعود. وإلاّ سنقيم عليكم الحدّ. قهقهة غبي ظن أن الغول خرافة.

بقلم توفيق بن بريك





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire