vendredi 4 janvier 2013

أينما توجد السلطة تكون المقاومـة

تضرب مَــصطفى بن جعفر و المرزوڨي بالحجر.. تشّجع الانتصاب الفوضوي و ما تشري كان من نصبة جِلمي  في باب بحر. تكتب عالحيوط و ماتعترفش بالممنوع.. تصوّر فيديو ضدّ الفقر و الجوع. في مظاهرة تعرّڨها للبوليس.. تكتب نصّ تفضح فيه حمّادي الخسيس..
كلّها أشكال مقاومة، فليس هناك بالعلاقة مع السلطة موقعا واحدا للرفض الكبير ـ روح العصيان مركز لكلّ التمردات و القانون الخالص للثوري ـ و إنّما هناك مقاومات (جمع مقاومة) و هي حالات إستعجالية ضروريّة غير محتملة تلقائيّة متوحّشة منعزلة مدبّرة زاحفة عنيفة غير قابلة للتصالح.
نسكت.. و الشعر يصرخ:
لا تصالح على الدم.. حتى بدم! / لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ / أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ / أقلب الغريب كقلب أخيك؟! / أعيناه عينا أخيك؟!
"سعيد ولعة" ما نعرفش علاش ينادولو "ولعة" على خاطر خدم قهواجي اختصاص شيشة و إلّا لأنّه شعلة نشاط.. مايركحش! أينما كانت مظاهرة أو اعتصام يكون "سعيد ولعة" موجودا، منذ احداث الحوض المنجمي و """""""""ولعة" ما ركحش.. لم ينتمي يوما لحزب أو جمعية، يؤمن بأشياء ثلاث: حبّ الوطن و حبّ التدوين و كره البوليس.
كان "ولعة" يكره الصمت و الوحدة.. كان "ولعة" يحبّ لافيني و بار بوعبانة و جريدة لوموند و منوّر صمادح و بوكفسكي و الشيخ إمام و المرأة الجميلة..
كان "ولعة" يردّد كلّ ربيع: يسألونك عن الوطن قل إنّها تونس.. إنّها تونس التّي تحمّلت الجميع، جلّادين و حالمين !
كان "ولعة" يكره البؤس و اليأس، حاضر البديهة كثير النكتة..
كان "ولعة" يُقبل على أصدقائه بشوشا طرِبا "آه يا سهر اللّيالى آه يا حلو على بالى غنّي آه غنّي آه غنّي عالطرقات" ، كان يقبل عليهم ضاحكا و يتركهم باكيا بعد أن توقظ الصفراء فيه ربّة الشعر "وكلّ يوم في حبّك تزيد الممنوعات.. وكل يوم بحبك أكتر من اللّي فات".
كان "ولعة" حفّاظا للشعر حميما عطوفا، يكره النقود.. فائرا بالثورة، متيقنا أنّ "الأنا لا تضع أو تثبت نفسها إلا حين تقاوم" كما يقول فيلسوف المقاومة "فيختة".
على رأي "المرشد" هو يساري فوضوي.. آخر مرّة رأيته كان في 7 أفريل 2012، تحرّك المعطّلين في الساحة الحمراء، ساحة محَمِّد علي الحّامي.. في الامبولونس (سيّارة الاسعاف) على بعضنا في اتّجاه مستشفى الحبيب ثامر يضرخ "ولعة" :
« عندما ترفض إزدواجيّة الإسلاميّين تصبح عميلا للفرنكفونيّة و عندما ترفض إندفاع الشّيوعيّين تصبح مساندا للإمبرياليّة، أمّا عندما تعبّر عن مقتك لإنهزاميّة الوسطيّة فأنت متطرّف.. كأنّ لا حقّ لك في تفكير يخصّك أو أن تنتمي فقط لنفسك او لجموع الجماهير بدون إسم. وعندما تستعيض عن الألم بالسّخريّة، فأنت قليل الأدب.. و عندما تطرح الأسئلة و تمنح نفسك حقّ الشّكّ فأنت بالضّرورة موال لذاك أو ذاك!! .«
أوّل مرّة نشوفو في حالة يأس مماثلة.. بعدها اختفى "سعيد" ! ناس تقول حرق و ناس تقول يعيش الترحال في احدى الجبال و فمّا شكون يقول انتحر..

ما نعرفش علاش اللّيلة نفكّر في "سعيد ولعة" برشة ربّما لأنّ أوّل يوم من "جانفي القدّيس" يأتيني بوصاياه:
« تونس عجوز شابّة وتلك ميزة رائعة.. هذا معناه أنّ خميرة المقاومة/الحكمة ترسخ هناك في أعماقها، في مائدة يوغرطة و ڨمح باجة و الحلفاء اللّي بريحة الفسفاط وفي وشمة على زناد زبراط..».
إيـــه أين أنت يا "ولعة" ‼ فالبحث عن الحلول والبدائل تسبّب في اعياء الجميع بل ارتدّ في هجمات يأس متكرّرة.. والفقر أصاب الناس بالذهول.. وعصا البوليس مازالت تسلب الكرامة والأمل من المواطنين.. و الفساد السياسي وصل إلى حدّ العفن.. فمتى يا "ولعة" تستيقظ "مدينة الموتى" متى تفيق على صدى صرخة أطفال الحزن الذين دفنتهم..

رحمة البلدي 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire