lundi 14 janvier 2013

البرويطـــة

خالتي مباركة تكنس في سكّة المترو يديها مشقّين كي جبينها التاعب المكبوب عالسبركة عندو اكثر من عشرين سنة. الغبرة ڨَـلڨِـت آس.دي.آف راقد و متغطّي بجريدة الأنوار قايم يتكسّل تعرضو تصويرة الجبالي بالألوان نفضها تقول عليه شاف عزراويل! ترمات الجريدة تحت ساقين طفل في عمر 16 ملفوف بزنّار ينقش على الحيط بالاحمر: انت تدهن و أنا نكتب ACAB، حملة على الحيوط الناطقة عملها صالح عمدة الحومة سابقا. هاو من سطح داره ينسنس كي عادته أما عندو الجديد، رمى الكشكول البنفسجي و ركّب لحية تڨحر للحريّة. صالح العمدة باقي يصڨّص من البركون.. يتبّع في "علياء" حتّى وصلت الباب الدار، علياء حاطّة التالون تحت ضبّوطها، بدنها مدڨدڨ.. "الخدمة" متعبة! تجري بش تخلط تعطي فلوس الإيتود لاختها الصغيرة، كي العادة استقبلها "منير" خوها بالسبّ و التربريب و طربق الباب و خرج، نسى قدّاش هزّتلو قفاف للحبس و عايرها بفلوسها الحرام، تي ماو ولّى يخدم في لجان حماية الثورة يصوّر في 70 دينار في الجمعة.. مشى يعمل في كسكروت عيّاري (هريسة و عظم و زيت حاكم) تحت الڨنطرة عند حمد، يلقاه راكش مع رواية خايف ينسى الفرنسية بعد اللّي عندو 5 سنين بطّال. قدّام "برويطة الحريّة" كيما سمّاها حمد يتلاقى الجميع للاستمتاع بالمروّب و تقطيع و ترييش السياسيين و الحديث على الحليب المقطوع و اللّحمة الشارفة متاع علّوش رومانياو الرشّ و الطرش متاع الحكومة، حتّى من خالتي مباركة تجي ترتاح حذى حمد قبل ما تمشي للخدمة "بعد الظهر" في الحمّام.” برويطة الحريّة ‟ معلّق فيها حمد راديون، نشرة السابعة صباحا: ” إضراب عام في الرديف احتجاجا على عدم ادراج شهداء وجرحى أحداث الحوض المنجمي التي اندلعت في غضون عام 2008 من المرسوم 97 الأخير المتعلق بشهداء وجرحى الثورة ‟.
ـ منير: زعمة تجي من وراهم خديمة ؟
ـ حمد: لازمك تترانا مليح مش ساهلة المهمّة كيما كان الأمر في جربة…
ـ منير: الفايدة في العطّ (الفلوس) و تو تلقاني نطير طيران 
ـ خالتي مباركة: ياخي شنوّة الحكاية يا حمد وليدي، هاني سمعت بش يعطوهم تعويض
-منير: ماللّخر اليسار يحطّ في العصا في العجلة
ـ خالتي مباركة: ما حفظوكمش جملة أخرى! زيد ما طلب منكم حدّ تعسّوا عالثورة. خلّيو إمّاليها يحميوها و بلاش فلوس 
ـ حمد: في 5 جانفي 2008 و بعد الإعلان عن نتائج إنتداب أعوان و كوادر شركة فسفاط ڨفصة، شعلت أم العرائس والمظيلة والرديف والمتلوي من جرّت الأكتاف (المحسوبيّة).. و تواصلت الاحتجاجات 6 شهور حتّى بدات كلاب بن علي تضرب بالكرتوش، و مات أوّل شهيد بكرتوشة في ظهره، الحفناوي المغزاوي ولد 25 سنة.. عشرات الجرحى، دِهموا عالديار، فزّعوا النساوين و الصغار، نكّلوا بالمعتقلين و حاكموا النقابيين.. ناري عالفسفاط ماجاب لأهلو كان الكونسار (مرض السرطان) و البطالة و الفقر و التهميش و زيد بعد سنوات من النضال الطويل والاقصاء، ينكروا فضل شباب ڨفصة بعد هذا الكل يتجرّأُو على رفض الاعتراف بالشهداء و الجرحى، أحفاد الأزهر الشرايطي وعبد العزيز العكرمي وساسي الأسود، اللّي رسموا بدمائهم طريق الخلاص من كلّ أشكال الظلم و الطغيان.في الراديون يصرخ المقاتل عدنان الحاجي: ” سننقل احتجاجات الحوض المنجمي إلى العاصمة. ‟ (...) و يتواصل النقاش، ناس تمشي و ناس تجي و لحية صالح العمدة ما بطلتش تنسنيس.من أمام ”برويطة الحريّة‟ في إحدى الأحياء الشعبيّة، يصرخ مظفر النواب: ” نحن نجير للدم كل البلاد.. وهذا قليل قليل‟.


رحمة البلدي 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire