صڨعة.. البرد ينخر العظام، نجري نحبّ نروّح
ندفّى.. عملت قصَّة، نقصّر في الثنية.. النهج ظلام (في الحوم الشعبية حتّى امبوبة
الحاكم محرومين منها)، نمشي بالخطوة السريعة علّني نَدْفى شويّ، فجأة يوقّفني صوت
طايب من الدزيري
"حبّس ثَـــــمّْ"
وقفت كي النّاس الملاح.. اكيد بش ناقف ماعنديش شْوا آخر (بديل).. ..ماني نرى كان في الجهامة (ضخم الجثّة)..
عينيه و البطرة (سكينة الذبيحة) تلمع بين يديه
"وي تفضّل"
"ضحك باستهزاء "مترَبّية زادة.. هات اللي عندك ما
غير حسّ
هههههههههههع" المرّة هذه من حقّي انا
نضحك و بكل ما أوتيت من جهد و قوّة"
كرّز السيّد و خطفلي ساكي.. فرتو ما لقى شي ذو قيمة، سبقتو: "عندي تليفون
من غير الوان" مدّتيتو من جيب سروالي "تستحقّو ؟ عندي زادة طرف صرف..
ستنّى" جبدت اكا الصرفات.. نحسب وهو باهت فيّا
"3420 فرنك.. شدّ هاي الكسيبة
"اعطيني ساكي يرحم ابيّك خليني نروّح"
"آش مجيّبك من هالنهج الظلام في الليل.. تي شبيك عاملة فيها بطل"
"جيعانة و بردانة.. نحبّ نشقّ منّا نوصل فيسع للدار"
"امشي ڨدامي نوصّلك لراس النهج"
آآآآه يا مرا آش بش يصير فيك!! لا تليفون
باهي لا فلوس ! مافيك ما يتمصمص، خونا بش يسهر بيك الليلة.. بش يعملك كمية !! زعمة
معاه صحابو ؟ فين بش يهزّني ؟ دار ولّا في الخلا ولّا فين.. آش بش يصير فيك
"تي تحرّكي ماعاش بكري عليك"
ماعندى حتّى حلّ كان انّي نتبّعو.. مشيت وراه
و نلقى في حلول و نستخايل في شكون نعرفو متعدي و لّا رجل خارق يطير يمنّعني و إلّا
بابا يمدّ يديه من السماء و يجبدني! مخّي تشوشت و انا باقي نمشي وراه
"فاش تعملي في حياتك""نقرا.. نقرا في الفاك"
"انا زادة عندي خويا يقرا في الفاك. بش يطلع محامي"
"شهقت .. " آشبيكي !! هو قرا على روحو.. انا خرجت من 9 اساسي.. المّيمة
توفّات.. بيْ خذا مرا. تجبرت نتلهى بخويا.. ما نخليه ناقص شي"
"اي احكيلي كيفاش طاحت بيك و ولّيت هكّا"
"شنوّه" هكّا ؟؟؟"
" !هكّا معناها تشدّ في سكينة على مرا في وسط نهج ظلام"
ما غير ما نشعر و من رعشة صوتو فهمت اللي انا
تسببتلو في وجيعة و اهانة.. نسيت اللي هو سارق و ماعاش خايفة منّو
"سامحني ما قصدتش.. شسمك ياخي"
"محمّد بوستة.. شوهيرا حمّة بو سيس.. ايّا هاني خرجتك عالكياس الكبير.. برّي
ربّي ينجحك و ماعاش تجيبي من هنا"
علاش فيسع ما وصلنا.. الزحّ حبيت بوسيس يكمّل
يحكيلي آش تعدّى على راسو
"هيّا عاد روّحي خلّيني نمشي نعمل كسكروت عيّاري تحت القنطرة"
"عظمة مروبة ؟ بنين !!؟"
"ضحك.. رغم اللي ماهوش كبير برشة في العمر إلّا انو شطر فمّو طايح˸ "جيعانه؟"
"!!!علّخر"
"تي هاكي رطبة ! مثبتة تاكليه الكسكروت ! راو مسّخ"
"اي! وعندي سيڨارو نبشطروه"
"ملاّ كعبة !! ايّا ڨدامي"
!! جابلنا "بوسيس" زوز كسكروتات ملفوفين في جريدة الصريح.. و
ڨازوزة. رجّلعلي 420 فرنك
فمّي مبلحط بالهريسة ونحن من حكاية لحكاية،
البطالة و الحرڨة و الحڨرة حتّى وصلنا للحاكم، فجأة صدمني بسؤال
" 12/12/2012 ياخي مشو اليوم هانا مازلنا حيّين نعانو..
وفي الخرى للعنكوش"
نسيتها أنا الحكاية متاع نهاية العالم،
يواصل "بوسيس" في تحليل الوضع
السياسي "بالسّـــيف نصدّقها الحكاية بعد اللي ضربتنا الكوليرا والجرب
والجدري و الناموس قتل النّاس.. الرجّالة عمِت من الكرتوش و هاو شويّة آخر بش
نغرقوا بالمطر.. جابوا الهمّ معاهم و ما تحبّيش الدنيا توفى اليوم
لا تبحثوا عن الخيال في الحقيقة.. لن أصوغ
حكم." افهموا وحّدكم"، فمن مصائب هذا القرن أن ترى أهل النفاق و التسويف
هم الصدر، وهم أهل الهمم والقمم وحماة الأوطان وحرّاس الأعراض، بينما مازال شباب
الثورة يعانون البؤس الاجتماعي والتهميش الاقتصادي: واقع مؤسف في زمن الثورة! أنا
ميل إلى الدم لذلك سأصمت و ليختم الماغوط
إنني أعد ملفا ضخما عن العذاب البشري
لأرفعه إلى الله فور توقيعه بشفاه
الجياع وأهداب المنتظرين..
ولكن يا أيها التعساء في كل مكان
جُلَّ ما أخشاه أن يكون الله أميّا
رحمة البلدي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire