mardi 13 août 2013

سطور على الهامش


كيما مظفّر يقوم كل يوم مفجوع من عز النوم على صوت الكرتوش و ريحت الدم ، يعيط و يصيح منغير صوت ، يخرج أنين الروح موّال عربي مكبوت على مقام عراقي حزين " ابكيك بلاد الذبح. كحانوت تعرض فيه ثياب الموتى."
  الرصاصة و صوت الرّافال ، الشلاغم و الرجوليّة ، اللون الأحمر و بوسة الخالة توحدت معانيها في مخيلتو و تربطت في ذاكرتو بسنين حكم النهضة و ترويكتها. السنين الي تعودنا فاها قصّان الماء و الضوء ، السنين الي رجعت فيها الكوليرا و الملاريا و الجرب و الكرب و الذبح الشرعي للبشر كالبقر على منهج السلف الصّالح.
الأحداث تتسارع بيه و هو كيما هو من أول الثورة، يخرج الصباح يمشي لبيروه و يبدا يسقصي في الأخبار بالتاليفون و الجارايد و التلفزة و الفايسبوك ، يقص و يلصّق ، يحرر و يكرر و في اوقات الفراغ يبدى يحسب : قدّاش من اضراب ، فدّاش من اعتصام ، قدّاش من وقفة احتجاجية فضّوها بهمجيّة ، قدّاش من اغتيال مباش و غير مباشر ، قدّاش من شهيد حقو ضاع و تنسى ، قدّاش من جريح انتحر أو حاول الانتحار ، قدّاش من واحد تغنى بصفقة في "النوار"، قدّاش من أزمة سياسية ، قدّاش من شخص دخلو و خرجو في اعتصام بارد و القصبة ، قدّاش من خيمة ، شكون الي خلص على كل ليلة و شكون الي رقد على السطاك لين جنابو تهرات و ما جاتوش شربة ماء ، شكون إلي يرفع الشعارات و شكون الي يرسم و يخطط و شكون إلي يمول و شكون إلي يأمر و ينهي و على السلطة معوّل .
 يكتب هوامش في كنّش صغير على جنب ، هكّا تعلم إذا كان تحب تقرى التاريخ الصحيح تبع الهوامش الجانبية و ريحة الدم ، المهم أنو الشيء الي يكتبو كل نهار عمرو ما استعملو ، يقارن بين السطور القصيرة على الورقة المنسيّة و العناوين الكبيرة في "ماكيت" الجريدة ، شيء ما يشبه لشيء وقتها يمارس هوايتو الثانية و على كنش آخر يبدى يستنبط  تعاريف جديدة للمفاهيم و الكلمات القديمة ، اليوم ركبتلو على "السياسة و الصراحة" .
 السياسية ببساطة "هي فن تنغيص حياة الشعوب" و الصراحة في عرف السياسييين هي "حقيقة متلحفة بسفساري الباطل" ، حمرة كحلة ، يعني نصف حقيقة و معروف أنو أنصاف الحقائق أنذل من الكذبة لكن تجيب أكثر فلوس في سوق السمسارة.  و على هذا كان يكتفي بالكنش الصغير و منغير نزويق لغوي يكتب " عدنا ثلاث سنين نجترو في الكذب ، العركة الصحيحة عركت سلطة  بين الدساترة و الخوانجية ، لولانين قوتهم في تفككهم ، استغلوه استراتيجيا ، مقسمين على ثلاث أجزاء و تزرعو كالسرطان في الحيات السياسية الجديدة ، جزء في النهضة يركح الإسلاميين ، جزء في النداء مركح اليسار اللبرالي و جزء قعد وفي لجذورو.  الدساترة عارفين مليح أنو الجميع في حاجة ليهم لأن مكينة الدولة تصنعت على إيديهم و حتى حد من الأطراف السياسية ما في مصلحتو يبدل قلب السيستام . أما الثانين ، فقوتهم في توحد صفهم ، إلتزامهم العقائدي القوي ، تغلغل جناحهم العسكري في الدولة و ولاءهم الأعمي لآية الله لكن مهما صار الطرفين باش يخرجو رابحين لأنهم في الحقيقة يمثلو توجه واحد . الخاسر طبعا هي الجبهة الشعبية نظرا لضعف شبكات علاقاتها الداخلية و الخارجية الشيء الي ما يمكنهاش أنها تلقط اللحظة و تلعب  على موازين القوى . أما الضحية ،فهم الشباب الثوري و الشعب التونسي ، أولاد الجهات البطالة و المحرومين ، الناس الي ما نابها مالثورة كان الكرتوش و الميزيريا ."
لخّص أفكارو باقتضاب بالكشي يجي نهار و الحقيقة يولي عندها قيمة و معنى ، يستهلك الوقت لين تجي ساعة المرواح ، يلم روحو المبعثرة فوق الطاولة بين الأوراق و ضباب الدّخا و يخرج ، يتعدى للقهوة ولا البار ، يزيد يجتر أفكارو المتعفنة مع أصحاب الليل و يروح للدار شطر سكران ، يتعشى منغير شاهية ، يرقد مع مرتو منغير شاهية و الصباح يهبط للبيرو يجري كالعادة باش يكتب هوامش جديدة و يفرغ خنّار جديد...

صفوان الطرابلسي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire