samedi 24 août 2013

بيّــــاع الدبابز الصغير

الستّة و نص متع الصّباح و الحال رمضان ، في تونس الشهيلي يبدى من الفجر ، الناقوز يضرب ، تخرج مدهشر بالنّوم ، مفجوع ماك فاهم شيء ، تعيّط شكون ما يجاوبك حد. تحل الباب ما تلقى حد ، يطلعلك صوت من تحت الأرض ، مخشخش "معلّم فمّا دبابز ؟ ". تغزر اللّوطه ، طفل صغير ، أصغر من اللّازم ، أسمر ، مدرغم ، وجهو مفسّخ بالشونبينبون ، حوايجو مبقّعة بالزيت و الشحم و الهم
-" معلّم فمّا دبابز ؟
- "دبابز شنيّة ؟ " تجاوبو مهمش .
- " عم الرّاجل اللّي يسكن لهنا مستانس يعطينا الدبابز البلاستيك ."
تفهم الموضوع و ما تفهمش الوضع ، تتذكر كلمات الماغوط " وحدهم الفقراء يستيقظون مبكرين قبل الجميع حتى لا يسبقهم الى العذاب أحد." تجيب شكارة الدبابز ، ناس تشرب الماء الصّافية و ناس تلم الفضلة و الشقوفات الفاضية
- " هاو لقيتلك ، فرّغهم و خليلي الشكارة نلملك فاها للمرّة الجاية." 
- " عيشك عمّي."
فرّغ الشكارة في برويطة مصدّية ، شادّة بالتّل ، متنجّمش تشد روحك و تسئلو السؤال : " كعبورة ، تقرى ؟
- " كنت نقرى ، عمناول بطّلت." 
- " علاش بطّلت ؟
- " نكرها المدرسة... " 
- " فمّا واحد يكره المدرسة !؟"
- " أي أنا..." 
تتبسّم تبسيمة صغيرة ، تسكّر الباب و تخليه يمشي في ثنيتو ، تطلع للسطح و تحب اتبعو ، مشى للزبلة ، بربش فاها ، جبد منها دبابز ماء و بيرة و خرم بلاستيك ، حطهم في البرويطة و شد الثنيّة...  




ياقوتة غالية
نشر بجريدة ضد السلطة
22/08/2013


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire