الستّة و نص متع
الصّباح و الحال رمضان ، في تونس الشهيلي يبدى من الفجر ، الناقوز يضرب ، تخرج
مدهشر بالنّوم ، مفجوع ماك فاهم شيء ، تعيّط شكون ما يجاوبك حد. تحل الباب ما تلقى
حد ، يطلعلك صوت من تحت الأرض ، مخشخش "معلّم فمّا دبابز ؟ ". تغزر
اللّوطه ، طفل صغير ، أصغر من اللّازم ، أسمر ، مدرغم ، وجهو مفسّخ بالشونبينبون ،
حوايجو مبقّعة بالزيت و الشحم و الهم.
-" معلّم فمّا دبابز ؟ "
- "دبابز شنيّة ؟ " تجاوبو مهمش .
- " عم الرّاجل اللّي يسكن لهنا مستانس يعطينا الدبابز البلاستيك ."
تفهم الموضوع و ما
تفهمش الوضع ، تتذكر كلمات الماغوط " وحدهم الفقراء يستيقظون مبكرين قبل
الجميع حتى لا يسبقهم الى العذاب أحد." تجيب شكارة الدبابز ، ناس تشرب الماء
الصّافية و ناس تلم الفضلة و الشقوفات الفاضية.
- " هاو لقيتلك ، فرّغهم و خليلي الشكارة نلملك فاها للمرّة الجاية."
- " عيشك عمّي."
فرّغ الشكارة في
برويطة مصدّية ، شادّة بالتّل ، متنجّمش تشد روحك و تسئلو السؤال : " كعبورة
، تقرى ؟ "
- " كنت نقرى ، عمناول بطّلت."
- " علاش بطّلت ؟
"
- " نكرها المدرسة...
"
- " فمّا واحد يكره المدرسة !؟"
- " أي أنا..."
تتبسّم تبسيمة
صغيرة ، تسكّر الباب و تخليه يمشي في ثنيتو ، تطلع للسطح و تحب اتبعو ، مشى للزبلة
، بربش فاها ، جبد منها دبابز ماء و بيرة و خرم بلاستيك ، حطهم في البرويطة و شد
الثنيّة...
ياقوتة غالية
نشر بجريدة ضد
السلطة
22/08/2013
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire