vendredi 27 septembre 2013

مهدي الغانمي : النضال من أجل "حق العوودة"

بدأت القصّة حينما قرر مهدي الغانمي العودة للدراسة بعد انقطاع دام لمدّة أربع سنوات. كان سابقا طالبا بالمعهد العالي لفنون الملتيميديا بجامعة منّوبة، شعبة السينما، انضم لها خلال السنة الدراسيّة 2007/2008 و إنقطع عنها سنة 2008/2009. إنقطاعه لم يكن أمرا اختياريا بل ضرورة، سياق منطقي لحالته الماديّة المتواضعة. مهدي الغانمي أصيل منطقة راس الجبل بولاية بنزرت، ينحدر من عائلة بسيطة و حي شعبي متواضع. فتى موهوب، شاعر واعد، مقاوم صلب، نزل إلى العاصمة بآمال كبيرة، حلم الشعر و الثورة و الحرّية، لكن الوضع المادي المتدهور اضطره إلى مغادرة قاعات الدراسة و العمل في حضائر البناء و ذلك لأنه حسب تعبيره أحد الطلبة التعساء " الذين وفرت لهم الدولة مبيتات أشبه بالسجون ومعتقلات التعذيب، الطلبة أنفسُهم الذين لا يتمتعون بمجانية النقل و لا مجانية الدخول للمتاحف و التظاهرات الفنية، الطلبة الذين ينزحون من الدواخل ليتشرّدوا في المدن الكبرى لأن المنحة الجامعية لا تغطي حتى مصاريف أكل كلب محترم من كلاب الأحياء الراقية."
هكذا تشرّد مهدي في شوارع العاصمة، و قد حالفني الحظ أن أسمع عنه و أن ألتقي به و أتعلّم منه الكثير. كان حاضرا في أكبر المحافل النضالية قبل الثورة و بعدها. رجل صلب و مقاوم، و اظنّه السبب الحقيقي لرفض الوزارة اليوم إعادة ترسيمه، لأن مهدي و إن كان قد غادر مقاعد الدراسة إلّا أنه حافظ على انتمائه للجامعة طيلة هذه الفترة و كان دائم الاحتكاك بالواقع الطلّابي و الثقافي في البلاد. 
و لمن لا يعرف مهدي، هو شاعر موهوب، كتاباته مخضّبة بالمولوتوف و قضائده سريعة الإشتعال، هو أكبر من يحفظ للماغوط و النّواب و أفضل من يلقى قصائد درويش. هو أحسن من يسرد وقائع التاريخ، يحمل في جمجمته الصّغيرة آلاف الحكايات. كثيرا ما كان يجلس ليحدّثنا عن الصراعات التاريخيّة الكبرى التي حددت ملامح البشريّة و كأنه يتحدّث عن "عركة في الحومة"، بكل بساطة و فكاهة يسردها كما يسرد على مسامعنا مغامراته في حضائر البناء في ملاحة رادس و باردو و السّيجومي و مع أولاد الحومة في راس الجبل. هذا الصنف من البشر سيكون عنصرا خطيرا داخل الجامعة و ذلك وجب حرمانه من العودة إلى حرمها خصوصا في هذه المدّة الحرجة التي تتخبّط فيها الحكومة في أزمات سياسيّة و إجتماعيّة يلعب الطلبة دورا فاعلا في مجرياتها. 
و لكي لا نطيل، هذا العام أراد مهدي العودة إلى الجامعة و استكمال مسار دراسته لكن الوزارة رفضت بموجب منشور أصدره الوزير يمنع فيه "الترسيم الرّابع". ليتيقن الجميع أن التعليم المجاني و التعليم مدى الحياة، مجرّد شعارات جوفاء تندثر ما إن ترتطم بالواقع المرير. لكن الشاب مهدي لم يستسلم و قرر المقاومة و قد بدأ بأول خطوة و هي الرّسالة الشّهيرة التي أرسلها للوزير يدعوه فيها  بأن يبتعد عن شمسه و أن يطلق حريته و أن لا يضطرّه في المستقبل للكتابة بالدّم بدل الحبر و ها نحن نرفق هذا المقال بنسخة من الرّسالة كانت قد نشرت على الصفحة سابقا.  ننصح الجميع بالإطلاع عليها لأنها تمثل نصا أدبيا رائعا و درسا في المقاوة و الصمود. مهدي الغانمي لن يستسلم حتّى و لو اضطر إلى الكتابة بدمائه على أرصفة هذا الوطن. اليوم يحرمون مهدي من حقه في الدراسة بتعلّة واهية و غدا سيحرمون شعبا بكامله. لذلك نطلب من الجميع مساندة مهدي الغانمي و باقي زملاءة المحرومين من "حق العودة"، يوم الإثنين 30 سبتمبر موعد إنطلاق إعتصام الطلبة من أجل الترسيم الرابع داخل مقر وزارة التعليم العالي و البحث العليمي و التكنلوجي  و ذالك على السّاعة التاسعة صباحا.


صفوان الطرابلسي

نص رسالة مهدي الغانمي إلى وزير التعليم العالي
http://anarchistboy01.blogspot.com/2013/09/blog-post_26.html?spref=fb

30 سبتمبر 2013 إنطلاق إعتصام الطلبة من أجل الترسيم الرّابع 
https://www.facebook.com/events/1421093728113327/?ref=22

jeudi 26 septembre 2013

أريد فقط... أن تبتعد عن شمسي

التعليم الماجاني و التعليم مدى الحياة، كذبة إبريل على مدار السنة، كليشيهات، شعارات جوفاء، تندثر ما إن ترتطم بالواقع المرير. اليوم يحرمون مهدي من حقه في الدراسة بتعلّة واهية و غدا سيحرمون شعبا بكامله...
هذه رسالة الطّالب مهدي الغانمي إلى السّيّد وزير التعليم الواطي و البحث الهلامي، نص أدبي يستحق المطالعة و قضيّة عادلة تستحق النظال من أجلها. بالتّالي تعلن مدوّنة  "Résistance Urbaine" مساندتها لمهدي الغانمي دون أي قيد أو شرط .


عتبة وزارة التعليم العالي - تونس 
في 23 سبتمبر 2013

إلى السّيد وزير التعليم العالي و البحث العلمي و التكنولوجيا

الموضوع: أريد فقط .. أن تبتعد عن شمسي

"
ســــلامـــًــا"..
أمّا بعد،
حين يغدو الأمل أقسى ضروب التسوّل وتصبح شحّاذا يتوسّل من الدولة حقا من حقوقه الطبيعية يصبح وجودك كلّه مدعاةً للشفقة والضحك في آن.
أضحك كثيرا و أتألّم كثيرا حين أقرأ صيغ المطالب المقدّمة للمسؤولين. تلك الصّيغ الرّكيكة والمنافية للحياء التي حوّلت المواطن من مُطالِبٍ بحقّه في شروط الحياة الدنيا إلى شحّاذ على عتبات مؤسّسات التسوّل الرسميّ. فقد تنتظرون أن أكتب مثلا:
مطلب عودة بعد انقطاع.
إنّي الممضي أسفله مهدي الغانمي صاحب بطاقة التعريف الوطنية عـــــــــــــ 08943622ـــدد و الصّادرة في 18 فيفري 2013 بتونس و المرسّم بالسنة الأولى من شعبة السينما: تقنيات السمعي البصري بالمعهد العالي لفنون الملتيميديا بمنّوبة للسنة الجامعية 2007/2008، انقطعت عن الدراسة منذ السّنة الجامعية 2008/2009 بسبب الظّروف الاجتماعية القاهرة التي انتشلتني من مقاعد الدراسة وألقت بي في حضائر البناء حتّى أوفّر لي ولعائلتي الشرط الأساسيّ الذي يجعل الكائن- بغض النظر عن نوعه- مستمرا في الحياة.
أتقدم إليكم بطلب تمكيني من فرصة ثانية للعودة إلى مقاعد الجامعة و أرجو أن تنظروا إلى مطلبي هذا بعين القبول..
مع جزيل الشكر وفائق الاحترام .
الإمضاء

...
سيدي الوزير، تمعّن في الصّياغة جيدا. ألا ترى الذّل يقطر من حروفها؟ ألا تطالعك العبودية وهي ترزح تحت أرقامها؟ إذن دعك من هذا، ولا تنتظر منّي أمرا مماثلا.
سأكتفي فقط بأن أطرح عليك بعض الأسئلة (باعتبارك مسؤولا).
لقد أصدرت بجرّة قلم واحدة وبإمضاء لم يستغرق أكثر من ثانيتيْن منشورا يمنع الطلبة المستوفين حقّهم في الترسيم من العودة إلى الدراسة. 
فهل فكّرت لثانية واحدة قبل الثانيتيْن في الأسباب التي دفعتهم إلى الانقطاع؟ 
إنّ أولئك الطلبة الذين ينقطعون عن الدراسة و يضطرّون إلى الانتقال من مدارج الكلّيات إلى حضائر البناء (المرمّة) والانتصاب لبيع السجائر و بيع السلع المهرّبة و المعدنوس .. -هذا ليس حكرا عليك سيدي الوزير- هم الطلبة أنفسهم الذين "وفرت" لهم الدولة مبيتات أشبه بالسجون ومعتقلات التعذيب، الطلبة أنفسُهم الذين لا يتمتعون بمجانية النقل و لا مجانية الدخول للمتاحف و التظاهرات الفنية، الطلبة الذين ينزحون من الدواخل ليتشرّدوا في المدن الكبرى لأن المنحة الجامعية لا تغطي حتى مصاريف أكل كلب محترم من كلاب الأحياء الراقية. أولئك الطلبة لا يطلبون غير ركن قصيّ في قاعة درس في الجامعة، لا يطلبون سوى فرصة ثانية لإعادة بناء حياتهم المحطّمة أصلا.
ألم تفكر لحظة واحدة في مصيرهم بعد أن اتخذت قرارك؟
أم أنك لا تجد مقتطعا من وقتك الثمين لكي تفكّر؟
تخيّل للحظة أيّ حياة يمكن أن يعيشها طالب تحطّمت آماله بمجرد جرّة قلم غير مسؤول (ومن البداهة أنّ القلم لا يشعر ولا يفكّر) من "مسؤول" سامي في الدولة:
1-
مثلا، قد يلقي بنفسه في قارب من قوارب الموت حلما بالقارة العجوز حيث للذّل و الهوان وعدم الاحترام مقابلٌ محترم. قد يحالفه الحظ ويصبح "مواطنا" بالخارج وقد يغرق لتأكل جثته أسماك البحر الأبيض المتوسط.
2-
قد يسقط مثلا في إدمان الخمر والمخدرات لينسى أحلامه المنهوبة وربما يتطور به الأمر ليصبح عضوا في عصابة تهريب أو سرقة إلخ إلخ. لن يفكر حينها في القوانين التي حطمت حياته وقد استوت الأضداد أمامه، لن يخيفه السجن، سيجازف فإما أن يصير كائنا بشريّا وإما أن ينتهي إلى زنزانة تأكل فيها الحشرات والفئران لحمه المشوّه بالندوب بعد أن أكل اليأس روحه.
3-
قد يعتقد أن الله غاضب منه، لذلك تحطمت حياته. وللتكفير عن ذنوبه عليه أن ينخرط في مجموعة جهادية ويحاول أن يعوّض ما خسره في الدنيا ربحا للآخرة. حينها لن يمنعه أي وازع أو قانون من القيام بأعمال إرهابية. قد ينجح في إقامة إمارة لاستبدال القوانين التي ذبحته بقوانين أخرى يذبح بها وقد يأكل جسده الرصاص في مواجهة ما، بين "الشعانبي" و "قاسيون".
4-
قد يوظّف قدرته لخدمة أي جهاز مخابراتي أجنبي ويبيع هذا الوطن بحفنة من الدولارات، فإن حالفه الستر نجح في أن يكون "ممثلا" حكوميا تحت قميص هوليودي أو "مُـ..عارض" أزياء باريسي... وإن انفضح أمر خيانته أكلت الشعارات لحمه الرخيص ولا تستغرب الأمر فكثير من العملاء في هذه البلاد لم يتخطّوا السنة الأولى من التعليم الجامعيّ وتكفيك نظرة خاطفة على المشهد لتعرف لأيّ جهة يعملون.
أما بالنسبة إليّ فلا يعنيني هذا كلّه.. فقط أتذكّر في هذه اللحظة قصة ديوجين -ذلك الفيلسوف الذي قضّى حياته مُهمّشا يسكن برميلا- حين أتاه الإسكندر الأكبر ملك العالم و عرض عليه أن يمنحه كلّ ما يطلب، فأجابه ديوجين:
-
إنك تقف أمامي و تحجب عنّي أشعة الشمس، لا أريد شيئا. فقط ابتعد عن شمسي.
قال الإسكندر المقدوني:
-
لو لم أكن الإسكندر لتمنيت أن أكون ديوجين.
..
أنا أيضا لا أطلب منك شيئا ولا أرغب في إثارة اهتمامك أو في جعلك تتمنى أن تكون مثلي. أنا أطلب منك فقط أن تبتعد عن شمسي. 
لن أرمي بنفسي في عرض البحر ولن أكون مجرما ولا إرهابيا ولا عميلا .. فقط سأكون ذلك الحالم بالشمس، وسوف أنفق في سبيل ذلك كل ما أملك من طاقة وحبر وأوراق. ولن يكون الظلم الذي تعرّضت له سوى دافع للحرية والانعتاق بعيدا عن كلّ الحسابات لأنّني سيّدي الوزير ببساطة " لا آمل في شيء.. لا أخشى شيئا.. ، فأنا حرّ". وهي الجملة التي طلب المفكر والمبدع اليوناني نيكوس كازنتزاكيس أن توضع على شاهدة قبره. إنها الحرية القصوى التي لا يمتلكها إلا أولئك الذين يحاولون دائما التحديق في وجه الشمس. أولئك الذين كابدوا من أجل تحقيق حريتهم وإنسانيتهم بالاحتجاج والتمرّد والفنّ والفكر في هذا العالم المتوحّش. أجل سيدي، أرغب أن أحدّثك عن 150 شاعرا من 47 دولة انتحروا في القرن العشرين. 150 شاعرا اختاروا الحرية حتى وإن كان الموت سبيلا إليها وعبّروا بأرقى أساليب العنف الرمزي وأكثرها إثارة عن احتجاجهم على الظّلم، لذلك نطقوا جملة " أنا أموت إذن أنا موجود" بأكثر من عشرين لغة وبمائة وخمسين طريقة مختلفة من ماياكوفسكي إلى سيلفيا بلاث، من خليل حاوي إلى سيرغي يسينين. وكذلك فعل أكثر من روائي ومسرحي وعالم وثائر من سقراط إلى الحلاج مرورا بجان دارك وصولا إلى هيمنغواي، وفعلها في تونس شاعر آخر في بداية القرن الحادي و العشرين وهو محمد البوعزيزي الذي جعلك سيّدي الوزير- بقصيدة واحدة عنوانها الكرامة أوالموت- تخرج من سجنك لتجلس في مكتبك الفاخر والمكيف. كلهم ماتوا، ولكنهم نجحوا بعد موتهم "في تحويل غيابهم إلى زلزال" على حد عبارة سليم بركات. وطبعا أنت تعرف أن أخطر ما يكتبه الإنسان لا يكتبه بالحبر بل بدمه. إن من يضع أمام عينيه السجن والموت ضريبةً لتحقيق إنسانيته لن يمنعه أي حاجز من الوصول إلى ذلك. التحديق في وجه الشمس أمر صعب حقا على أولئك الذين تعوّدوا الاسترخاء في قصورهم الفخمة، ولكنه أمر هيّن بالنسبة إلى الذين قضوا سنوات حياتهم تحت أشعتها حتى غدت أرواحهم موشومة بلهبِها أو الذين قضوا أغلب وقتهم في مطاردتها في الكتب واللوحات و الأغاني..
حين تتحول الكتابة بالحبر إلى وسيلة غير مجدية للتعبير عن محنة الوجود الإنساني، يجب أن نكتب بدمائنا لأن "ما يكتب بالدم لا يقرأ فقط بل يُحفظ عن ظهر قلب" كما يقول فريدريك نيتشه.
لذلك كله وغيره كثير، أطلب منك أن تبتعد عن شمسي، ها أنا الآن أكتب بالحبر، وقد أضطر يوما للكتابة بدمي على الجدران وأرصفة الشوارع.
وفي النهاية أقول لإخوتي الطلبة الذين حُرموا من حقهم في الدراسة:
"
إذا متّ فاتركوا الشّرفة مفتوحة" /غارسيا لوركا.



مهدي الغانمي


dimanche 15 septembre 2013

جيفارا النّبي المسلّح



نتفكّر كِـ بدات الثورة التونسية، خرجوا الناس، هازّين تصاور ڤيفارا، الـ تشي، بِـ جنب علامات تونس و حشّاد، مراول و سيكان و شاپووات و أعلام و پينسوات. ڤيفارا، الثائر و الإنسان، شعار لِـ الثورة. راجل شجاع خذى من قضيّة تحرير الشعوب، مِـ الاستبداد، مِـ الظلم، مِـ القهر، أساس لِـ حياتو اللّي عدّاها مناضل ڤدع، ما رماش سلاحو حتّى استشهد.
الـ تشي، شبوبيّه و لعب، ها الصخط، لحيه و شعر طويل، فيريل، رجولي، كاريزماتيك، عينين كحله واسعه و حزينه، زي عسكري بالح، صدر محلول، برودكان مغبّر. خرّج موس بوسعديّه من جيبو، نحّى الطرف اللّي يشعل من سيڤار الهافانا، جيّف تلقى ما تتكيّف. حطّ النُصّ اللّي ما تكيفوش في جيبو، خبّى الموس. دخل لِـ الأمم المتحدة، شعّلها الدنيا، ضدّ الإستعمار و الإمبرياليه.
يعجبك ڤيفارا؟ معلّق پوستار في خزانتك؟ تلبس بيريّة كيفو؟ في بالك بيه مريض بِـ رواريه، عندو الربو؟ في مرضتو، الكتاب جليسو. حتّى كِـ مات، لقاو في ساكو كتاب "الثورة الدائمة" متاع عمّك تروتسكي. الـ تشي قرى نيرودا و حفظ شعر لوركا و أنطونيو ماتشادا في عمر لثناش عام. شاخ عَ الأدب الروسي، كيما الناس اللّي يفهموا الكل، تولستوي و جوركي و ديستويفسكي و بيترو كروبوتكين. كلى كتب أوراسيو كيروڤا و أناطول فرانس و خوزي مارتي و غاندي و ماركس و إنجلز و جون شتاينبك و سارتر. تسمع باهم؟
ڤيفارا كان طبيب، خساره استشهد قبل ما يكمل كتابو "وظيفة الطبيب"، يمكن كان كمّلو راو لقينا حلول نهائيه لِـ مشاكل الرعايه الصحيه و الصبيطارات و الدواء. "مات الڤدع فوق مدفعه جوّه الغابات". ترزينا فيه. قاري على روحو، حافظ دروسو، بِـ ڤلبو، كرتوشو في جيبو، قلمو في جيبو، ملّخر بِـ كرارزو. عندك كرارز؟
حكى عَ الفقر، حارب الفقر، خاطر شاف الفقر. ثنى الركبة و هبط لِـ بوليفيا و الپيرو والأكوادور و پنما و كوستاريكا و نيكاراغوا و هندوراس و السلفادور و غواتيمالا. الأرجنتين دارها زنڤه زنڤه. طوالت ساقيه و وصل حتاكشي لِـ إفريقيا و آسيا. مزيان التاتّو اللّي في كتفك، نجمه حمره و كلام بِـ السبنيور، يا زبّور، تعرف ويني زمّور؟
"سلميّة، سلميّة". السلميّة أمّ أمّك سي المخصي. "سلميّة" و هاز تصويرة الـ تشي؟ تحكي بجدياتك؟ ما فيبالكش اللّي الراجل هزّ السلاح؟ راهو حارب في بلاد غير بلادو، ما أمّنش بِـ الحدود. فين الفقر و الظلم فين هو. الطبيب، المثقف، الكاتب، المفكر، الإنسان، المناضل، الأممي، كلّها كلمات تتعجن و تتحط في كلمه وحده، مقاوم. المقاومة المسلحة، الكفاح المسلح، الثورة. تي كِـ جاو يقتلوا فيه، إتفجعوا، الوجه وجه عبد و البدن بدن نمر، ضربوه في ظهرو. "ڤيفارا مات". اسم اللّـه، عليك طاحلك السكّر؟ ما تخافش، غير حضّر روحك بركه، كيما قال "لوخر"، جاينها جاينها.


 نوّارة شمس
نشر بجريدة ضد السلطة






samedi 14 septembre 2013

المقبرة - نص بمناسبة العودة المدرسيّة -

•اليوم يعود الجميع إلى صفوف المدارس. أسألكم في خجل، لأنني أحدكم، ما الذي تعلمتموه في تلك الغرف المغلقة؟ القليل من تقنيّات التعامل مع الكلمات
 و الأرقام ، بعض العلوم البدائيّة، مبادأ الاخلاق الاجتماعيّة. جعلوا مني و منكم علبا سوداء محشوّة بالترّهات. قد يعتبرني بعضكم جاهلا يمقت العلم، بذيئا، سوقيّ التكوين و لكن ما نفع كل هذا ما لم نكتسب حب الحياة، ما لم نرسم هدفا، ما لم نخرج إلى النور الإنسان المدفون داخلنا. هذه الجدران التي نسمّيها المدارس ليست سوى مقابر للإنسان، كما كانت المعابد مقابر الآلهة، ندفن فيها جوهرنا و نطفئ شعلة الجنون اليانعة داخلنا و نتفرّغ بعد ذلك لتدمير الأرض و الإستمناء على وجوه بعضنا البعض.
أريد أن أعلمكم دون حزن، نحن ننقرض. غدا سأعود مثلكم، سأرتدي قميصا محترما تماشيا مع الموضة و أسرّح شعري احتراما للذوق العام. سأتظاهر بأنني أنا و أنني موجود هنا رغم يقين بأنه لا شيء يشبهني و كما يقول درويش لا شيء يعجبني، لا هذا الكلام كلامي و لا هذا الوجه وجهي، كلّنا نرتدي نفس القناع و نتظاهر بالفرديّة المطلقة. لا تسألوني كثيرا، حينما تشاهدون هذا المبغى الكبير، الذي يسمّونه الجامعة ستفهمون كيف تحوّل شعب عمره ثلاثة آلاف سنة و أكثر الى قطيع من الغنم. ستعرفون كيف يعاد انتاج الصنم. تبدأ القصّة حين نولد في الفقر ، تحته بقليل أو فوقه بقليل ، ليس هنالك فرق كبير، نعيش السلام الى حدود اليوم الذي نربط فيه أول حرفين لتكوين كلمة و مع أول سؤال تنطلق المعركة، يبدؤون في حصارك و لحمايتك من الخطيئة يرتكبون أكبر الخطايا، يعدمون عقلك تدريجيا كي لا تسقط في الهرطقات، يكبتون روحك كي لا تنجرّ وراء الموبقات
 و الشهوات. يلقنونك عرف القطيع. إيّاك أن تكون مختلفا بينهم، إيّاك أن ترى أشياء لا يرونها، إيّاك أن تبحث عن شيء فهم سيعلمونك كل شيء. تقنيّوا المعرفة هؤلاء، سماسرة الثقافة، أسايد الحكمة في هذا العالم المبتذل، إختصاصيوّ التعذيب الناعم و القمع المقنّع برداء الفضيلة. سيصعّدون كل عقدهم على جلدك، سيدبغون شخصيّتك الفتيّة ببولهم الحامض و دمهم الفاسد. سيلقنونك درسا في القناعة، جاهر بما تريد لكن في الجوهر كن محافظا أو لا تكون، التغيير بداية الخراب و عين الجنون لهذا عليك أن تكتفي بما يسردونه في الكتب المدرسيّة، سيقرؤون لك التاريخ بالمقلوب، سيقولون أن شكري كان كافرا لذلك لا ينعت بالشهيد و أن جيفارى كان إرهابيا
 و مارقا يريد تحرير العبيد. سيعلمونك كيف تكره النوّاب لأنه كان بذيئا و فوضويا و كيف تمقت غسّان لأنّه كان شيوعيا. يختنق الدماغ و تدخل دوّامة الغباء، لن تستطيع فهم شعر الماغوط رغم بساطته، لن تفتح شفرات الغموض في شعر درويش، مع ذلك ستحفض بعض الأسطر للمباهات. لن تجد الحب و لن تعرف الرّب يوما، مع ذلك ستتزوّج و تنجب أطفالا و تواضب على آداء الصّلاة و فرائض العبادة.
 ستندم يوما ما و ستحقد حين يمر أما عينيك صدفة، في لحظة رعب أبديّة، شريط حياتك التعيسة. تدرك أنك عرفت كل شيء عن الحياة إلا كيف تعيشها. تدرك أنك مجرّد رقم في حساب بنكي كبير. لن تستطيع أن تلوم أحدا لأنك مذنب مثلهم و لأنهم مثلك ضحية هذا المجتمع ، ضحيّة هذا الجبن المتوارث و هذا الضعف الأزلي أمام الحقيقة ، أمام الحياة ، أمام الله و الأرض. ستدرك بعد فوات الأوان أنك صرت مومياء مشوّهة، كائن خانع و طيب ترتدي أجنحة الملاك و تسير على خطى الشيطان.
       
صفوان الطرابلسي


vendredi 13 septembre 2013

العودة المدرسيّة

                 
سليم في عمرو وحدة و عشرين سنه، رابح عام في قرايتو، و مش ناوي يخسروا، كل عام ينجح بِـ العكّاز، أما المهم يسلّكها، السّنه شويّه لا ضربتلو عَ البار، تغصر، أما ڤلّعها في دورة الأبطال، الكونترول. بعدها طول خرج يلاجي، يلوّج على خدمة، إيدور عَ السونتر دابيل، خدمه مڤمله لكن فاها فلوس، حلم باها برشة، أما الفرونسي لعوج متاعو ديما حاشيهولو. الفرونسي هذا عقدت عمرو، ملّي هو صغير، ما هضموش، لا كيفاه يتكتب لا كيفاه يتنطق، لوغة ركيكة، تتزلبط كي الصّابون في الفم. سليم غرامو في الحسابات، المات و ليكونومي، غيرهم ما يشم شي و بِـ الطبيعة ما حبّش يغلط غلطة أختو و يمشي دُرْوا، حقوق، في صفاقس. رغم اللّي حلم المحامي ياما تمنّاه. ماكانش قدّامو كان أيكونومي جيستيون، اقتصاد و تصرّف في إي. أس. جي، متاع بوشوشة التّعيسة.
كمّل القراية و عدّى صيف كامل في تونس، أيّس مِـ الخدم النّظيفة و كبست عليه السنتورة. طاح لِـ الدّهك و دوّرها مرمّه و دهينه، تمرميد في الشوانط، شموسات و تمرغيد في البغلي و السيلفاسير و آخر النهار يطيشلو المقاول عشرين ألف. خير من بلاش، عَ القليله يخلط ياكل و يشرب و إيخلّص الماء و الضو و الكراء مع صحابو و إيرتّح ابيّو من فلوس الرّونتري. أما خير و إلّا يرجع لِـ البلاد و يرقد مع الرّاقدين، يعدّيها تلهميڤ من أمّو و أختو و الجيران، مش ناقصين هم على همهم.
السّنه ماو ترمينال، ستاج و قرايه و پي. أف. أو . مصروف أحرف. على هذاكا في الصيّف ما روّحش، عمل جمعة في آخر أوت و ويكاند في رمضان، حتّي في العيد روّح مجبور بعد ما أمّو بكات في التّاليفون. المرواحه بعيده، آش باش يهزّو لِـ المحرس، يلزمها جهد و فلوس، و هو ما في حيلوش لثنين.
في الحومة ليل ونهار ينبرو عليه، سليم ولد لخضر العجّال كبر علينا، نسانا، سرقتّو تونس و بنات تونس و جو تونس، ثلاثة سنين ريحتو ما فمّاش، من نهارت إلّي خذى الباك و هبط لِـ الفاك ولّوا يروه فال، في الأعياد الرّسميّة و المناسبات العائليّة أكهو. كِـ يسألوه يقول: "نقرى و نخدم، ما عنديش وقت، قاعد نكوّن بعد ما نتخرّج نحل مشروع". إلِّي ما يدري يڤول سبول، مِـ البرّى يحكي بِـ جدّياتو و من داخل يضحك على روحو. أمّو و باباه مصدقينو، وحدها سنيه أختو كاشفتلو أوراقو، فاهمه اللّعبة، طالبة سابقة، فاهمة الوضع، متخرجة عندها ثمنية سنين، ضاربة منهم أربعة بطالة و هاي توّا سكريتيره عند محامي ديفيزيون ويت، تخلص في ميتين و خمسين دينار و حتّى مِـ القهاوي لِـ الكلييونات تسربيهم.
الخريف دخل، غسّالت النوادر فيضت البلاد، الرّونتري جات، أحلام أول الصيف الكلها تبخرت، السنه لازمو يخدم في وسط العام، البورص و المصروف إلّي يبعثوه الدّار ما يكفيوش، كل شي غلى. مازال على بابك يا ربّي تضرب في ميا و عشرين دينار ما بين تسجيل و أبونمون متاع كار.السكنة بعيدة، كاري في الكبّاريّة، السّتاج في الشّرڤيّة و لازمو لبسة جديدة. يمشي لِـ الفريپ، تي حتّى الفريپ ولّى غالي. نهار التّرسيم فيبالو عمل آفار، وصّل صاحبتو لِـ حي ابن خلدون باش تشوف المبيت، تعدّى لِـ الفريب تصدم، الغلى و الكوى، حتّى سنافر المنارات و النصر ولّوا يهبطوا غادي، الكراهب قدّامو شي عجيب، فريپ أغلى مِـ الجديد، شي يرعب، روّح يجري. دار لِـ صاحبتو و قلّها: "نهار لحد تو نهبط لِـ سوق الكراهب، نصب زواوله، أبرك حال".

صفوان الطرابلسي
نشر في جريدة ضد السلطة
العدد 81- 2013/09/12  




mardi 10 septembre 2013

لافــــايــات


لافايات ، نصف النهار و نصف ، خارج من قهوة ليكس متكيّف باكو دخّان و شارب ثلاثة اكسبراس ، عامل نمّوسة مـ الحيط ، راسك ثقيل لكن تحس في روحك لاباس. في فورمة كان مش الشمس ملهبة الدنيا ، تسطع في راسك تجوجمك ، تهبلك ، تهرب منها اتبعك ، تنقّز لتروتوار تتخبى تحت التيندات ، تدور الدّورة تجري ، مهمش تلوّج على ركشة ضل تشرب فاها عرقك. انت هكّاكة تتدعثر في طفلة صغيرة ، صغيرة ياسر ، شادّة أختها أصغر منها ، هازة في يداها لخرة أوراق ، تحطهملك في خشمك : " عمّي خوذ من عندي وحدو ، باش نشري دبش المكتب " ، تتذكر "بائعة الكبريت" أكثر صور متحركة بكّاتك و انتي صغير. تهز الورقة في يدّك ، يوميّة من شيرة و من شيرة أخرى سورة ياسين و المعوذتين ، يحميو مـ العين أما ما يحميوش مـ الفقر. تغزر للطفلة ، تثبت فاها ، ضريفة كـ العروسة البلاستيك ، كان مش الوسخ و سموريّة الشمس راهي بلندة ، العينين شهل واسعين ، خشمها مخنن و شعرها اشقر ملبّد. ما تلقى ما تقول : " بقدّاش هذي؟ " ، ترجع عليك ، صوتها دوباش يتسمع :" كيف تحب ، اي حاجة ، عاوني خنشري دبش المكتب ". تمدّلها إلّي كتب من ربّي ، تخليلها الورقة في ايداها و تمشي. ماكش عارف إلّي عملتو صحيح ولّا غالط ، تعرف مليح إلّي الفلوس ماهيش باش تمشي في دبش القراية ، الله أعلم في جيب شكون باش تبات و الصغيرات في دار شكون باش يباتو ، الشيء هذا تعرفو مليح أما ما نجمتش ترجّعهم ، تمنّيت جات عندك دار راك خطفتهم ، تنظّفهم ، توكّلهم ، تشربهم ، تقرّيهم و آخر الجمعة تخرج تفرهدهم و تلعب معاهم.
 احلم بابا إحلم ، حتى تززي روحك ، ما تغرّكش الهالة الكذابة إلّي تعور باها في النّاس : باكو ميريت و السّواقر في وسطو ليجوند ، آي.فون شنوه راس مالو ثمانين ألف و ماخذو أوكازيون ، تي عندك جمعتين ما صبّيتش فيه دينار. مرسكي في دار خوك يخدم صباح و ليل. خديم في سونتر دابيل ، ياكل و يوكلك ، سكر فمّك و روّح ، شد الثنيّة و ما تتلفتش وراك ، زايد تغزرلها ، حالك ما يبعدش علاها برشة ، آش يهمّك فاها ، روّح مرمت عجّة كذّابة و أعمل طلّة على الفايسبوك، قطّع و ريّش و نبّر و بزنس و برتاجي تصاور الضغار إلّي كيفها و لمّد الجامات.

 ياقوتة غالية
7 سبتمبر 2013
ضد السلطة العدد 80






vendredi 6 septembre 2013

بــــاب دزيـــرة


في الصّباح ، الشّمس لاهبة نار ، الثنايا تملى و تفرّغ ، خنّار الخلق مسيّب في الكيّاسات و التروتوارات. بين الدّز و اللّز فك بلاصة للنصبة. باب دزيرة ، مدخل المدينة ، بو غاز يخنق ، ركز سلعتو في تركينة و استكنتا. أربعة صنادق تفّاح و زوز صنادق عنب. صب على راسو و راس ولدو دبوزة ماء. الصّباح و الرّباح يا ربّي. أوسّو في آخرو و الشّمس تنقب راس العصفور. يعدّي النّهار يبيع و يشري ، أربعة كيلو غلّة يوقف علاهم سبعة سوايع، النّاس امّيزرة ، يتعدّو يمتعو العين ، يقلبو السلعة و يمشو ، ما عندهم باش يشرو. الطفل الصّغير بجنبو قلاتو الشّمس ، السّخانة بوها كلب ، ميسالش خلّيه يتعوّد ، يطلع راجل ، لازمو يخشرف باش ينجّم يعيش في بلاد التّماسح. عمرو أثناش سنه ، في عرف الزّواولة معاش كبر ، بلغ ، ولّا راجل ، ينجّم يشد الثنيّة ، في الشتاء يقرى كان فلح و في الصّيف يخدم ، يتعلّم ينطّر الخبزة. مش مهم كان أندادو في المرسى و الحمامات مصيفين زاهين ، هاذوكم من طينة أخرى ، همّامين و احنا مين يقول الشّيخ ، حتى كان اشتها في نهار البحر ، يرسكي في التران بعد الخدمة و يمشي لحلق الواد ، يتبلبط في القلته ، بحر منغير موجة ، مش مشكل ، الكلّو ماء و ملح ، العرق زادة ماء و ملح ، كل نهار يبحّر في باب دزيرة ، يبحّر في بلاصتو و هو واقف قدّام النّصبة المحنونة ، يبحّر بعرقو.
الثلاثة متاع العشيّة الطقس تقلب ، البيع زاد رقد أكثر ماهو راقد ، زايد الطفل واقف ، تصهد بالشمس و باش يزيد يتشلفط بالشهيلي و العجاج. بعثو بوه يروّح ، شويّة آخر يلم السّلعة و يخلط عليه.
 كل درج يقول نزيد درج ، الفرنك بحسابو ، لازمو ينطّر الجرناطة ، الطفلة الصغيرة لازمها حليب و الكوش مش مشكل تقمّتها أمها بأي شوليقة. الرّيح قوات ، السماء صفارت و حمارت و البرق بدى يضوّي. موظّف مروّح مـ الخدمة يجري ، خذى من عندو رطل تفّاح و رطل عنب ، طمّعو باش يزيد يقعد درج بالكش تحل معاه شويّة و يرزقو ربّي بولد حلال آخر ، يبيع في سلعتو كاينّو يطلب ، إلي يشري من عندو يقلّو يرحم والديك. تعدّى الدّرج ، زاد درج ، سرقو الوقت الكلب و الخبزة المرّة. البرق ضرب ، منغير مقدمات بدى العرض ، المطر خيطين مـ السّماء ، غسّالة النّوادر و ماندراك. يجري يلم في السّلعة و يخبي في كراضن النّصبة قبل ما يتبلّو ، درج من فاضت البلاد و العزوزة هزها الواد.
في وصت الكيّاس ، مغموم بالماء ، غاطس للرّكبة و مش مسلّم في النّصبة ، شادد في القاجووات بيديه و سنّيه ، كان جاء ليه الكرب و الخرب أما خبزة الولاد عزيزة و الطفلة لازمها الحليب. خبزة مرنخة في العرق و الغرم و الطبعة أما اللّازم لازم.
الناس الكل متخبية ، باب دزيرة تقولش واد مليان هابط يراجي ، هو مهوش مسلّم ، مركّح القاجوات على شبّاك حانوت و يغفّق ، مرّة يكفر ، مرّة يستغفر و يشهّد. تعدّات المحنة ، مرنخ كالفلّوس أما فرحان ، دموعو تخلطت بالماء إلّي يسكسك على وجهو و عرق جبينو الحامض. شطر العنب مشى مع الماء ، دافعت بلاء ، مازال التفّاح ، غدوة يغسلو مليح ، يرجع بريمة ، يكتب عليه تفّاح فرشك ، و ديما يمشي، حليب و طماطم معجونة و مقرونة فل و زوز خبزات.

صفوان الطرابلسي 
نشر بجريدة ضد السلطة 
في 07/09/2013