vendredi 30 août 2013

نصر الدّين الفلّاق و الوزير بو عظمة



داخل للقاعة يفيّش كالسّردوك ، الحرس دايرين بيه ، الصّحافة تصوّر فيه و الطّحانة يبشبشوا بيه تقول عروس ليلة الحنّة. هو يخطب و الناس تصرفق ، هو يتكلّم و الجموع تهز في ريوسها كالدّواب ، واحد بركة كان راكش على جنب ، مقعمز في كوان يتشوحر و يتبسّم في تبسيمة مش هيّا. عمّك نصر الدّين الفلّاق ، فنان مقطّع الرباط ، قام من بلاصتو ، يقدّم وحدة وحدة ، يمشي و مشكّل يديه وراه ، عينيه منفوخين و محوقين ، الشرار طاير منهم و ناوي على عملة. جاه الدّور باش يسلّم ، منغير ما تكلّم ، قدّم و وخّر و ما تسمع كان الشبلق. حوّس تفهم تجي تفهم تضيع ، الوزير مبهّم مغطّي وجو بيديه ، القاردكورات دايرين بيه و الطّحانة يدزو في نصر الدين يخرجو فيه و يسبّو و هو شايخ بالضّحك . الدنيا خايضة ، مراد محرزي مصوّر أسطرلاب هبط علاهم كي العقاب ، راكش في تركينة حازق ضحكتو بالسّيف و يصوّر ، فيديو اكسلوزيف ، وقيلة فمّا بريم .
المهم كثر الكلام ، واحد يقلّك نصر الدين ضرب الوزير بكف ، واحد يقلّك براس و واحد يقلّك خنقو و عطاه مقص . دقايق و جا الخبر الصّحيح ، كورتاج الوزير خارج يزمّر ، ديريكسيون شارل نيكول ، شقالك و شقال عليك ، الوزير كلى عظمة على راسو. تذكرت أيّامات اللّيسي ، آخر العام ، نطّرفو بالتلامذة البهاليل ، نفكّولهم كرارسهم و نظربوهم بالعظم و الفارينة.
الكورتاج يزف زفّان ، الحالة عاجلة و خطيرة ، التهاون ممكن يتسبب في كارثة ، العظمة بدات ريحتها تفوح و تنتان و السيّد الوزير طاحلو السكر و الحديد و الجبن و النيكوتين. في الإستعجالي استقبلوه بالهلالو ، مجموعة من نخبة الأطباء التوانسة ،  عدّوه طول للسكانير ، لازمنا نقيمو الضرر ، و ربّي يستر.
الماكينة على الرّاس ، الطبيب واقف يثبت في التصاور : " سيدي الوزير متخافش ، لاباس ، تجاوزنا مرحلة لخطر ، من ألطاف الله العظمة ما كانتش حارمة و الأضرار طفيفة ، أما تعرف سيدي سترك ربّي كان زادك كعبة أخرى يعملّك عجّة في المخ و الحالة تولّي ميؤوس منها وقتها."
روّح الوزير ، و من غدوة الصباح بدى التمخوير ، عاري و لابس ، الناس الكل تبحث. نصر الدين في الرّوشارش ، هارب و غدوة يشدّوه ، مراد محرزي المصوّر موقف ، بو نصر الدين هزّوه يبحث في القرجاني ، الدار مراقبة و العيلة لكل هجت مـ الحومة. نهارين و التاليفونات تخبط و البحث جاري . فرقة القرجاني سيبت الخدم الكل ، في يدها دوسي واحد ، نصر الدين السهيلي و العظمة العجيبة . جماعة الشعانبي يرتعو ، القنابل في الجديدة ضاعت ، قاتل شكري  بالعيد و البراهيمي يصيّف في الهولو لولو ،  هذوكم يضربو بالكرتوش و التحليل الباليستي يتعمل في هولاندا و سومو غالي ، القضقاضي في شهر العسل ، أبو عياض تفرّج في التلفزة و يضحك على آخر نكته ، فرقة بحث كاملة ، برجالها و فازاتها  متجندة ليل و نهار نخدم ، تلوج على الدجاجة إلّي باضت عظمة نصر الدين العجيبة ، العظمة الثوريّة الخطيرة.


صفوان الطرابلسي
نشر بجريدة ضد السلطة 
29/08/2013 




samedi 24 août 2013

بيّــــاع الدبابز الصغير

الستّة و نص متع الصّباح و الحال رمضان ، في تونس الشهيلي يبدى من الفجر ، الناقوز يضرب ، تخرج مدهشر بالنّوم ، مفجوع ماك فاهم شيء ، تعيّط شكون ما يجاوبك حد. تحل الباب ما تلقى حد ، يطلعلك صوت من تحت الأرض ، مخشخش "معلّم فمّا دبابز ؟ ". تغزر اللّوطه ، طفل صغير ، أصغر من اللّازم ، أسمر ، مدرغم ، وجهو مفسّخ بالشونبينبون ، حوايجو مبقّعة بالزيت و الشحم و الهم
-" معلّم فمّا دبابز ؟
- "دبابز شنيّة ؟ " تجاوبو مهمش .
- " عم الرّاجل اللّي يسكن لهنا مستانس يعطينا الدبابز البلاستيك ."
تفهم الموضوع و ما تفهمش الوضع ، تتذكر كلمات الماغوط " وحدهم الفقراء يستيقظون مبكرين قبل الجميع حتى لا يسبقهم الى العذاب أحد." تجيب شكارة الدبابز ، ناس تشرب الماء الصّافية و ناس تلم الفضلة و الشقوفات الفاضية
- " هاو لقيتلك ، فرّغهم و خليلي الشكارة نلملك فاها للمرّة الجاية." 
- " عيشك عمّي."
فرّغ الشكارة في برويطة مصدّية ، شادّة بالتّل ، متنجّمش تشد روحك و تسئلو السؤال : " كعبورة ، تقرى ؟
- " كنت نقرى ، عمناول بطّلت." 
- " علاش بطّلت ؟
- " نكرها المدرسة... " 
- " فمّا واحد يكره المدرسة !؟"
- " أي أنا..." 
تتبسّم تبسيمة صغيرة ، تسكّر الباب و تخليه يمشي في ثنيتو ، تطلع للسطح و تحب اتبعو ، مشى للزبلة ، بربش فاها ، جبد منها دبابز ماء و بيرة و خرم بلاستيك ، حطهم في البرويطة و شد الثنيّة...  




ياقوتة غالية
نشر بجريدة ضد السلطة
22/08/2013


jeudi 22 août 2013

مسلم قصد الله ، جريح الثورة ، نزيل مستشفى الرّازي

 الوردانين ، ليلة 15 جانفي 2011 ، سرت الإشاعات عن محاولة تهريب قيس بن علي . لجان الأحياء منتشرة على الأرض ، من مجموعة إلي أخرى تناقل الشباب الخبر ، استعدّوا للمواجهة و القبض على المجرم الهارب. سرب من السيّارات رفض الوقوف للجنة التفتيش ، طاردوهم ، حاصروهم ، أطبقوا عليها الخناق فانطلق الرّصاص يمزّق الحصار و يترك في أجساد الرّجال و قلوبهم جروحا لن تندمل مهمى طال الزمن. أربعة شهداء و عدد من الجرحى، منهم مسلم قصد الله، نزيل مستشفى الرّازي اليوم . رصاص و دم و غبار هذا ما يذكر من تلك الليلة ، سقط الشهداء و بقي هو شاهدا على المأساة. ملف القضيّة أقفل ، ضاع الحق و ضاع معه الأمل في ثورة تنصف الأبطال ، تخلّد أسماءهم و تسرد التاريخ بأمانة. بعد أكثر من سنتين من المعانات الجسدية في صراع مرير مع الدّوائر الصّحية، تمكّن مسلم من الإنتصار على سياسة الإهمال الممنهج و الهرسلة التي تعرّض لها و رفاقه في قطر. عاد إلى الوطن ، صمد و ضفر في النهاية بسفرة إلى فرنسا حيث قام بتركيب ساق اسطناعيّة. ظن أن المعنات  ستتوقف هنا ، لكن الإهمال جعله يعود إلى غرفة العمليّات من جديد ،  هذه المرّة تجاوزة الندوب و الآلام خلايا الجسد المنهك. لقد تعب القلب يا صديقي ، احترق العقل ، تعذيب غير مباشر ، اهمال متعمّد ، استفزاز مقصود. أصوات الجرحى و عائلات الشهداء دعاية سديدة للإنتخابات ، لذلك وجب ترغيبهم و ترهيبهم ان لزم الأمر ، ان لم يكونوا معنا فهم علينا و لهذا خلقت وزارة سمير ديلو و لجنة يامينة الزغلامي.
لم تكفي كل هذه المهازل و هاهم اليوم يتّهمونه بالجنون ، لقد أنهك الجسد و وجب تدمير العقل و المهجة ، تحوّل من القصّاب إلى الرّازي و هناك ستكون التصفية النفسيّة. رويدا رويدا يسير الفتى نحو الهلاك ، محاولة إنتحار ثانية ، شفرة حادة تخترق شرايين البطن و تقطع المعصمين ،  رائحة الدم ، هذه المرّة لم يحمل القاتل مسدّسا ، لم يسمع صوت الرّصاص و لم يرتدي بدلة عسكريّة ، هذه المرّة كان سلاحه النسيان ، تواطؤ المجتمع ، العزلة في غرفة باردة ، إلهاء الشعوب في مهاترات سياسيّة عقيمة و مجحفة ، الفقر ، الوحدة ، الثورة المغدورة ، الموت المتربّص في كل ركن ، تهمة الجنون المتكررة دون سبب منطقي ، حب الوطن المرضي ، آلام الجسد و المسكنات المدمّرة.
محاولة الإنتحار الثانية تطلق جرس الإنذار ، قد تكون ذاكرة الشعوب قصيرة المدى ، لكن ليس إلى هذا الحد ، لقد وصلنا إلى الدرك ، مسلم قصد الله لم يسلّم رغم آلامه ، حاول الإنتحار لكنه يجتهد في كل ليلة كي يطرد عنه فكرة الموت المؤجل ، يبحث عن قشّة للنجات . على الأقل ، لنتحلّى بقليل من الشرف و لنهبه و رفاقه بعض الأمل ، ستفي زيارة بالغرض ، هديّة ، قبلة ، نصف ساعة من الحديث عن ذكريات الزمن الجميل و عن الثورة و عن الأمل...

 صفوان الطرابلسي 
نشر بجريدة ضد السلطة 
في  22/08/2013


dimanche 18 août 2013

على هامش المشهد الإعلامي

أنّو يكون عندك تلافز و إذاعات و جرايد ما يعنيش أنو عندك اعلام و صحافة. الصحافة في العالم العربي كذبة. احترام الرّأي و الرّأي الآخر و المضوعيّة هي خزعبلات مختلقة ما تسمعها كان عدنا، يعني الصّحافي مش بالضرورة يكون محايد ، الصحافي من واجبو ينقل الحقيقة لكن من حقّو يعلّق علاها كيما يحب انطلاقا من وجهة نظرو الخاصة ، يعني الموضوعيّة هذي سراب و مثمّاش صحافي في العالم محايد لأن أي تحليل أو راي سيكون في صالح طرف معيّن ، طبقة معينة  ، جهة معينة خصوصا في صراعات جوهريّة كيما إلي نعيشوها اليوم . لكن الإشكال بالنسبة لينا كا عرب متخلفين ، ننتميو للعالم العشر ، مش في الموضوعيّة ، انما في تزوير او خلّينا نقولو اختلاق الحقائق ، لهنا منلقاوش حقيقة وحدة مع اختلاف زاوية التحليل ، لهنا نلقاو حقائق مختلفة.  تحط السي . بي . سي  أو الأون . تي . في يقلّك الشرطة المصريّة فضّت الإعتصام بحرفيّة مع ديباجة طحين أزرق للجيش المصري البطل و الديمقراطي ، عدد الضحايا لم يتجاوز الخمسين واحد منهم ثلاثين بوليس . حل الجزيرة ، الزيتونة ، المتوسّط ، الحرّة  تحس روحك في الحرب الأهليّة الرّوندية ، ضحايا بالآلاف و قتلى بالمآت ، قنّاصة ، حرق ، تنكيل ، الجيش المصري سليل الجينات الهتلريّة الفاشيّة ، طبعا مع بكائيّة طويلة عريضة . بالتالي كل واحد ينجم يختار الحقيقة الي تناسبو ، الحقيقة الي تتماشى مع ميولاتو ، الحقيقة إلي ترضيلو ضميرو و تخدم أهدافو ، أختار حقيقتك قبل ما تشاهدها ، حقيقة حسب الطلب
أما بالنسبة للوضع المصري الحالي ، فا كل شيء واضح فيه كان الحقيقة ، الناس الكل تحشي فيه و الحرب الأهليّة تطبخ على نار هادية ، المهم في العجّة كلها أنو إلي تشرحو في السّاحات ما كان فاهم حتّى قيادي اخواني أو عسكري من الصف الأول أو الثاني أو الثالث و لا حتّى العاشر ، زوّالي يفشّخ في زوّلي ، قواعد تسيّل في دمها باش تقدمو قياداتها خمرة رفيعة للضيافة على طاولة المفاوظات، فيما بعد تنتهي الأزمة على فشوش بوساطة أمريكية و مباركة روسيّة ، تتقسم القسمة تحت الطّاولة و عاد فرحا مسرورا . بالتالي أحسن موقف أنك تبول علاهم الكل ، لأنو كيما قال مظفر : هذا زمان البول فوق المناضد والبرلمانات والوزراء. أبول عليهم بدون حياء. فقد حاربونا بدون حياء.

صفوان الطرابلسي