جانفي القدّيس يستعد للرّحيل ، يودّعنا تاركا لنا في طيّات الزّمان مفاجآته
الحارقة . كتبتْ هذه السطور لعشّاق المقامة ، كتبت على شرف هذا الشهر البديع هديّة
للثوّار المرابطين في كل ساحات الحرّية من هذا الوطن ، من ميدان التحرير في مصر
الى دوّار اللؤلؤة في البحرين وصولا الى الساحة الحمراء في تونس ، ساحة محمد علي
الخالدة ، هديّة لكل من يؤمن بأن التاريخ نتاج للصراع و أن الثورة هي عيد
الكادحين .
ألا اِنهض يا اٍبن
العرب
لتكتب التاريخ في
عصر مجيدْ
سلاحك في الساحات
صيحات الغضب
وحلمك في الآفاق
يصعد من جديدْ
ربيع الثورة
المرجو اقترب
و قلبك المجروح قد
صار عتيدْ
ترى الأحلام من
فوق السحب
فمد يديك واقطف ما
تريدْ
نار الثورة من لهب
و حب
و قلب الثائر من
زبر الحديدْ
لو أشعلت الأرض ما
نفذ الحطب
زنودنا تحمي العرض
من كل وعيدْ
دماؤنا في الشريان
بركان غضب
أنفاس هذه الأرض ذوبت
الجليدْ
فكسر قيدك
قد كان السبب
في جعل هذا الشعب
من صنف العبيدْ
تعبنا مللنا من
طول الخطب
و في الساحات
الشعب يريدْ
فنهج الحر يملؤه
التعب
و السير للعشاق
أملهم الوحيدْ
تهون حياتي إذا
موتي وجب
شهيدا أبعث في يوم
سعيدْ
و يزهوا رفاقي من
عنف الطرب
و من عمق الميدان
يرتفع النشيدْ
يموت قاتلي من خوف
و رعب
و يعرف أن الشعب
يثأر للشهيدْ
و مهما تزور
تاريخي الكتب
أصحح المسار في
الفجر الوليدْ
أنا الإنسان أرهقه
الكرب
سأقهر كيد الظلم
على كل صعيدْ
فمن عمق الصّحراء
ينفجر اللّهب
رفاقي سلاحي و
الرّأي السديدْ
أبناء هذه الأرض
يأتون العجب
وتولد الأحلام في
الأفق البعيدْ
صفوان الطرابلسي